عصام كرم الطوخى يكتب: رغبات مؤجلة

الأحد، 17 يوليو 2011 08:43 ص
عصام كرم الطوخى يكتب: رغبات مؤجلة صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كثيراً من الناس تُسرق منهم الحياة نتيجة تأجيل عمل اليوم إلى الغد، وبمرور الوقت يصبح التأجيل عادة وصفة لصيقة بالإنسان يفقد القدرة على التحكم فيها، فيمر العمر، وهو لا يدرى فيما أفناه وتظل أحلامه مجرد أمنيات رغبات مؤجلة معلبة فقدت صلاحيتها بمرور الوقت، وتموت الأحلام موتاً بطيئاً.

كل مرة يقوم بعمل ما يقوم باستدعاء المبررات والأسباب وخلق الحجج والتفنن فيها والتى أصبحت سمة فى شخصيته، مع أنه لديه القدرة الكافية لتحقيق خطوة إيجابية ويستمر فى خطوات النجاح، ولكنه ذو عزيمة ضعيفة كسولة خائفة من الفشل ليس لديه حماس مشتت غير منظم متردد فهو ليس من أصحاب الهمم، بل قد يتحول بمرور الوقت بالشعور بالندم والحسرة لأن هناك الأقل منه مهارة وقدرة ونجح فى حياته، لأنه لم يتردد يومًا ما فى تأجيل ما يجب أن يقوم به الآن، والتزم به، وسار على نهج المكافحين فى أن الحياة تستحق أن نتعب من أجلها ونترك بصمة تكون عوضاً لنا بعد مماتنا.

لا تترك للنفس مساحة بدون مصل مضاد يقاوم عادة التأجيل بل المرض الخطير وتؤجل خطواتك وأحلامك إلى ما لانهاية، بل افعلها الآن وحررها من قيود التكاسل ومن ظلمك لقدراتك وإذا لم يصادفك التوفيق حاول مرات عديدة، وكن عنيداً فى تحدى ظروف التأجيل فلذة الحياة فى التجارب التى نمر بها، فحياتك لن تعيشها إلا مرة واحدة فقط وأنت مسئول عنها وليس غيرك وسوف تحاسب فلا تفرط وتؤجل لحظة تقربك من التصالح مع شخص ما فقد لا تأتى الفرصة مرة أخرى، لا تتردد أن تطرق باب النجاح وأنت على بعد خطوات منه وتقول مرة ثانية لأنى غير مستعد، وغير مؤهل الآن، لا تؤجل لحظة تتصالح وتتصارح فيها مع نفسك لحظة تقربك من الله لتنعم بنوره يوم لقائه سبحانه وتعالى فقد تكون آخر لحظة فى حياتك.

فلا تؤجل صلاتك وعبادتك، لا تؤجل لحظة تبدر فيها بذور المحبة فى مكان ما فقد لا تعود إليه مرة أخرى، لا تجعل كلمات المحبة لأحبابك وأصدقائك سجينة نفسك بل قلها لهم الآن ولا تؤجلها، فقد تكون لها مفعول السحر فتشعرهم بالسعادة فقد لا تراهم مرة أخرى، لا تؤجل فكرة أو كلمة أو قرارًا قد يكون سببًا فى إنقاذ حياة إنسان آخر يغرق الآن ينتظر أن تمد يدك له افعلها بقوة الآن....

لا.. قلها بقوة لأى شىء يعطلك عن إنجاز مهامك، يُوقفك فى نفس مكانك، يَحد من تحقيق أحلامك، ويسرق منك أجمل أيامك.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة