كشفت صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية عن مضمون تقريرين سريين أعدتهما قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام فى السودان، والتى تتهم فيهما حكومة الخرطوم بقصف وتعذيب المدنيين فى حرب النوبة، وأشار التقريران اللذان حصلت الصحيفة على نسخة من كل منهما إلى أن الحكومة السودانية قد أبقت قوات حفظ السلام فى الظلام أثناء شنها لحملتها العنيفة على النوبيين فى المنطقة الواقعة على حدودها مع جنوب السودان.
وتضمن أحد التقريرين الذى جاء فى 19 صفحة وتم إعداده بناء على طلب من مجلس الأمن الدولى، شهادات عن القصف الجوى اليومى المدمر للمدنيين، والقصف العشوائى للمناطق المدنية المزدحمة والإعدام بدون محاكمات والاستهداف المتعمد لأصحاب البشرة الداكنة.
فى حين أورد التقرير الثانى تفاصيل كيف أدت العرقة النشطة من جانب السلطات الرسمية فى جنوب السودان إلى التقويض التام لقدرات قوات حفظ السلام وبعثة الأمم المتحدة فى السودان "يونميس" على أداء المتطلبات الأساسية المسئولة عنها فى منطقة النوبة.
ويوضح التقرير أن المساعدات الإنسانية والحماية التى توفرها يونميس قد أصبحت "غير منطقية" مع استعداد البعثة لمغادرة السودان قبل حلول 31 يوليو الجارى، بسبب إصرار الخرطوم. ويقول مسئولو البعثة سراً إنهم أصيبوا بالصمم والعمى فى جنوب إقليم كوردوفان بشكل لم يسبق له مثيل منذ اندلاع الحرب فى الخامس من يونيو الماضى، ولا يستطيعون حتى تقدير عدد الأشخاص الذين قتلوا أو تم تهجيرهم بسبب الصراع، والذى يعتقد أنه الخطوة الأولى نحو تحقيق هدف الرئيس عمر البشير المعلن بقمع التنوع العرقى والثقافى لصالح نظام عربى إسلامى، وذلك بعد قرار الانفصال عن الجنوب.
وتقول فاليرى أموس، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشئون المساعدات الإنسانية، إن حوالى 1.4 مليون شخص قد تأثروا بما أسمته "مناوشات" فى جنوب كوردوفان والتى أصبحت حدودها الآن مع دولة جنوب السودان. وبسبب رفض الخرطوم منحهم إمكانية الدخول إلى المنطقة دون عقبات. وشككت المسئولة الأممية فى التقارير السرية التى أعدتها قوات حفظ السلام، وقالت "لا نعلم حقيقة مزاعم حدوث عمليات قتل غير قانونية وما إذا كان هناك مقابر جماعية أو انتهاكات فى جنوب كوردوفان".
الأوبزرفر: تقارير سرية تتهم الخرطوم بقصف وتعذيب المدنيين فى النوبة
الأحد، 17 يوليو 2011 11:09 ص