قالت صحيفة لوبورسييه الفرنسية اليوم، إن ثمانية من أكبر البنوك الأوروبية من أصل 90 بنكاً فشلت فى اجتياز اختبارات "تحمل الضغوط" المخصصة لقياس مدى القدرة على مواجهة هزات مالية جديدة على غرار الأزمة المالية العالمية قبل نحو عامين.
الاختبارات التى أجرتها الهيئة المصرفية الأوروبية شملت نحو تسعين بنكاً فى أوروبا، وفشلت خمسة بنوك فى أسبانيا واثنان باليونان وبنك نمساوى فى اجتياز الاختبارات، كما أعلنت الهيئة أن 16 بنكاً اعتبرت فى منطقة الخطر.
أشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن الهيئة طالبت فى بيان لها كل البنوك باتخاذ إجراءات فورية لزيادة الحرص فى تعاملاتها المالية، فى إشارة إلى أن هذه الاختبارات جاءت فى وقت صعب بالنسبة للأسواق الأوروبية إذ أن المستثمرين ما زالوا فى حالة قلق بسبب أزمة الديون الحكومية فى اليونان، موضحة أن هناك مخاوف من أزمات مشابهة فى البرتغال وجمهورية أيرلندا وإيطاليا وأسبانيا.
وأثنت الصحيفة الفرنسية على نتائج البنوك الفرنسية على رأسها بنك بى أن بى باريبا وكريدى أجريكول وسوسيتيه جنرال التى اجتازت اختبار تحمل الضغوط قائلة إن البنوك الفرنسية الثلاثة اجتازت الاختبار بسلام.
من جهته، أعلن محافظ البنك المركزى الأسبانى ميخيل انخيل فرنانديز، أنه ليست هناك حاجة لضخ مزيد من الأموال فى قطاع البنوك بأسبانيا، مؤكداً أن القطاع يشهد إعادة هيكلة كاملة .
ذكرت الصحيفة أن هذه الاختبارات تعتبر عنصرا أساسيا فى جهود مواجهة أزمة الديون التى تعصف بـ"منطقة اليورو"، حيث تهدف إلى تحديد البنوك ذات الأداء المالى الضعيف بهدف إصلاحها لتصبح قادرة على مواجهة أزمات مشابهة لأزمة الديون الحكومية فى اليونان.
كما أوضحت الصحيفة أنه تم اختبار تلك البنوك من أجل التوصل إلى كيفية تأثير تقلص النمو الاقتصادى بنسبة 0,5 وانخفاض حصة الأسواق بنسبة 15% إضافة إلى الخسائر التجارية من الديون السيادية على عملياتها إضافة إلى نتائج الاختبار نشرت الهيئة المصرفية الأوروبية تفاصيل عن تعرض بنوك الأفراد للدين السيادى.
جدير بالذكر أن سبعة بنوك فقط فشلت فى الاختبار العام السابق، ثم تم تشديد الاختبار بعدما تم منح القطاع المصرفى الأيرلندى شهادة صحة لا تشوبها شائبة بناء على النتائج التى نشرت العام الماضى. وبعد أشهر قليلة، انهار القطاع المصرفى فى أيرلندا ما نتج عنه أن أيرلندا كانت ثانى دولة عضو فى "منطقة اليورو"، التى تضم 17 دولة، تتقدم للحصول على مساعدة إنقاذ من صندوق الإنقاذ الذى يرأسه الاتحاد الأوروبى.
وفى أثينا، قال مصرفان يونانيان، فشلا فى اختبارات التحمل الأوروبية، إنهما فى حالة مالية أفضل مما أظهرته نتائج الاختبارات، واشتكى بنك يوروبنك اى اف جى، الذى كشفت الاختبارات أن نسبة رأس المال الأساسى لديه تبلغ 4,5% أقل من النسبة المطلوبة 5%، من أنه لم يتم الأخذ فى الاعتبار أحكامه العامة والإجراءات المزمعة لتعزيز رأس المال، وجاء فى بيان له أن النسبة سترتفع إلى 7,6%، إذا ما كان قد تم الأخذ فى الاعتبار الإجراءات التى تم إقرارها بالفعل وإعلانها ويجرى تطبيقها. وأشار إلى أن الدعم المالى الدولى الذى حصلت عليه اليونان من شأنه تعزيز الاستقرار المالى.
أما بنك “ايه تى اى بانك” فقد أصدر مذكرة أقل تفاؤلاً بشكل طفيف بعدما كشفت الاختبارات أن نسبة رأس المال الأساسى بلغت سالب 0,8% ليبلغ العجز لديه 713 مليون يورو أى ما يعادل مليار دولار، وأضاف أن البنك فى ظل سيناريو معاكس بخصوص تطور الاقتصاد اليونانى سيكون البنك اليونانى الأكثر تأثراً. وقال إن اختبارات التحمل لم تضع فى الحسبان ما قيمته 750 مليون يورو من الأحكام العامة وقضية إصدار سندات مقبلة التى ستدفع النسبة إلى 6%.
محافظ البنك المركزى الأسبانى ميخيل انخيل فرنانديز
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة