إنه الفريق العريق الذى أمد المنتخب القومى ومصر بعمالقة الكرة المصرية، وعلى رأسهم الكابتن محمد دياب العطار فخر الكرة المصرية الذى شرف مصر لاعبا وهدافا وحكما دوليا، حكم أقوى المباريات فى مصر وأفريقيا، يأتى اليوم الذى نجد فيه اتحاد كرة القدم المصرى يتاجر بالأندية الشعبية التى أسس الدورى المصرى خصيصا من أجلها، ويقضى عليها من عام إلى آخر نادى تلو أخيه، فكم من أندية شعبية سقطت على يديه وفى عهده ليصعد بدلا منها أندية المؤسسات والشركات والهيئات التى تلعب بلا جمهور من الجمهور الأصلى الجمهور العريق الذى يشجع فرقه بالروح والدم والدموع والمشاعر حبا فيها وانتماء لها، بينما فرق الهيئات والمؤسسات والشركات لا يساندها سوى حفنة من عمال تلك المؤسسة لا لأنه ينتمى إليها، بل لأن رؤساءه قد يدفعونه للذهاب إلى الإستاد من باب روتينى بحت.
وبالفعل أصبحت أندية المؤسسات الآن تمثل ثلاث أرباع جدول الدورى ليصبح دورى بلا روح على يد السيد سمير زاهر الذى جعل المادة هى أساس كل شىء فى الدورى ولا مكان أو مجال لأى شىء آخر سواها فنزلت إلى الدرجة الثانية فرق شعبية تمثل أقاليم هامة لم يعد لها وجود بدلا من أن يدعمهم مثل المنيا وطنطا وأسوان والأوليمبى وطنطا والسويس والمريخ والقناة، والآن يقضى على الاتحاد لنجد الهيئات مثل البترول والتليفونات وبترول أسيوط والداخلية والأسمنت والطوب والزلط ولا عزاء للرياضة والأندية الشعبية التى سيقضى على أى أثر لها فأهم شىء عنده النقود وكأنه يدير الكرة المصرية لحسابه.
ولنعود لنادينا الكبير الاتحاد السكندرى الذى استأنف الدورى بعد الثورة رغم إعلان الكابتن عصام شعبان فى ذلك الوقت عن وقف النشاط الرياضى فى النادى لحين استقرار الأوضاع فى مصر إلا أنه رضخ للوعود بأن هذا العام عام استثنائى لن يكون به هبوط نظرا للظروف التى مرت بها البلاد وهذه الظروف نفس ظروف الثورة فى تونس التى ألغت الهبوط هذا العام، لأن الاتحاد التونسى ينظر لصالح المصلحة العامة ونحن فى مصر تختلف نظرتنا لكل شىء لقد أصبحنا ماديين والمادة أصبحت تتحكم فى كل شىء فينا فأصبحت اللعبة الشعبية والمتعة البسيطة التى يستطيع المواطن البسيط أن يتمتع بها بتشجيع فريقه الذى يمثل بلده بخلنا عليه بها بأن أسقطنا الفرق الشعبية الواحدة تلو الأخرى حتى نفسح المجال لشركات البترول والأسمنت، وليذهب البسطاء والفقراء إلى الجحيم بلا متعة أو ترفيه مهما كانت بساطته وكفاهم ما يلاقونه يوميا من شقاء وعناء وشظف الحياة.
إن استئناف الدورى رغم أن إدارة النادى لم تكن موافقة على استئنافه.. إلا أن رئيس النادى رضخ للموافقة حفاظا على سمعة مصر وليثبت للعالم أن الحياة بعد الثورة عادت لطبيعتها رغم المخاوف ووعد مسئولين رفيعى المستوى بعدم الهبوط لأن هذه السنة سنة استثنائية إلا أننا نفاجأ بالخداع ويوافق اتحاد الكرة على عدم إلغاء الهبوط لتحقيق المآرب الأساسية وهى القضاء على الأندية الشعبية، فكم تعرض نادى الاتحاد هذا العام من ظلم بتطبيق عقوبات عليه لم تطبق على أى ناد إلا الاتحاد فقط وتعيين حكام لمبارياته وكأنهم مسلطون عليه سيف العزل حتى فى اختيار الحكام الأجانب، وخاصة وادى دجلة الذى طلب حكاما أجانب عينوا حكما نمساويا نفس جنسية مدرب وادى دجلة ليلقى الاتحاد ظلم بين فى عدم احتساب ضربتين جزاء صحيحتين ليخرج مهزوما بفعل فاعل، وفى مباراة الأهلى بالإسكندرية يأتى طاقم الحكام الأجنبى حكمين فقط لأول مرة فى تاريخ الدورى المصرى ليلحق مساعد الحكم المصرى باحتساب هدف من تسلل واضح لجدو وهكذا تستمر حلقات الظلم وفى النهاية يلقون به إلى دورى المظاليم لتصبح الإسكندرية العاصمة العالمية للثقافة بلا نادى يمثلها ليفرغ الدورى فى النهاية من أساسياته وهى الأندية الشعبية والبقية تأتى وهنيئا لك كابتن سمير زاهر نجاح مخططك الكبير.
محمد الحفناوى يكتب: وداعا للأندية الشعبية وهنيئا لزاهر
السبت، 16 يوليو 2011 03:27 م