تفتيت الثورة

تابعت بالأمس "جمعة الإنذار الأخير"، وقد أسعدنى وآلمنى فى نفس الوقت ما رأيت وسمعت من أحداث وتصريحات وتعليقات، وما أسعدنى حقاً أولا هو شباب مصر المتفتح الواعى الذى كثيرا ما كنا نخشى عليه من الانقياد لأساليب الاستعمار القديم والجديد، حيث لاحظت أن كل من يتحدثون عن الائتلافات المختلفة لشباب الثورة كلهم بلا استئثناء على مستوى راق ومطمئن من الوعى الثورى والوطنى وبصفة خاصة فى مواجهة المؤامرات الممولة والمخططة إما من جهات أجنبية عربية وغربية وأمريكية وإما من فلول من نهبوا ثروة مصر، ويستخدمونها الآن ضد الثورة وضد شعب مصر، فكم كان قلقنا وخوفنا على هؤلاء الشباب الثوار الأقوياء، قبل وخلال ثورة 25 يناير، ولكننى اطمأننت تماما بأن الله يرعاهم ويضيئ بصائرهم.

وما آلمنى بحق هو التشتيت، وتسرب إلى قلبى الخوف على الشباب ومصر مرة أخري، بسبب كثرة الائتلافات الثورية والأحزاب الجديدة التى تتشابه أهدافها وتتوحد شعاراتها ومطالبها الثورية والتى اعتصمت من أجلها.

لقد اكتشفت أن قوتهم تتشتت وأصواتهم تضيع فى الهواء بسبب عدم توحدهم ولو بقيادة ثورية واحدة وتعدد سياسى أيا كان، فالأحزاب يمكنها اختيار أهدافها ومبادئها فى العملية الانتخابية واحتلال مقاعد المجالس التشريعية، أما الثورة كما اعلم انها قامت لتعبر عن رأى واحد ومطالب واحدة للأمة، وقد رأيت وسمعت مطالب الائتلافات والأحزاب، ولم أجد اختلافات تذكر فى مطالب جميع الفصائل وخصوصا ائتلافات الشباب، فقفذ إلى ذهنى السؤال "لماذا تشتت قوى وأصوات ائتلافات الشباب؟ وكيف نجحت القوى المضادة فى زرع الفتنة والتفرقة بين شباب الثورة وجعلتهم ائتلافات متعددة مع أن هدفهم هو التعبير عن رأى ومطالب جميع الشعب المصرى، لقد سعدنا تماما يوم قامت الثورة وسعدنا أكثر يوم تنحى المخلوع، إن ما يحدث الآن ليس من المنطق فى شىء، ولا يبرره الإخلاص لمصر والثورة.

وإننى من هنا أطالب جميع القوى الثورية التى قامت بثورة 25 يناير بأن يتوحدوا تحت راية واحدة، وهى راية الثورة، ولا توجد ثورة بدون قيادة ثورية تمثلها أمام جميع القوى الأخرى محلية ودولية، فالأمور الآن مهلهلة وليس لها شكل ثورى، لماذا لا تختارون قيادة ثورية واحدة، عندها سيكون صوت الثورة صوتا هادرا مرعبا أكثر منه الآن، وفقكم الله ورعاكم وحفظ مصر وشعب مصر.