هناء المداح تكتب: لو عربيتك اتسرقت.. دوّر عليها إنت وأصحابك!!

كان هذا هو رد نائب مأمور القسم الذى ذهب إليه "حاتم حافظ"، الباحث بأكاديمية الفنون الذى سُرِقت سيارته من أمام مقر عمله بشارع "خاتم المرسلين" فى العمرانية..

لم تغير نصيحة نائب المأمور المستفزة فى نية حاتم شيئاً، حيث حرر محضراً بسرقة السيارة، لكنه فوجئ به يصف له عدداً من الأماكن التى قد يجد سيارته فيها وطالبه بأن يذهب إليها ربما يعثر عليها هناك!.. فما كان من حاتم إلا أنه سأل نائب المأمور قائلا: طالما عارفين الأماكن، ليه مش بتقبضوا على اللى فيها وترجعوا لنا عربياتنا؟!.. ومرة أخرى صدمه النائب بالرد: إحنا ما نقدرش ندخل الأماكن دى!!.. صحيح.. المتغطى بالشرطة فى بلدنا عريان!

بالطبع يبدو لكل ذى عقل متأمل ومحلل لهذه النصيحة العبقرية التى كان حاتم وجموع المصريين الذين قرأوا هذا الخبر فى أمس الحاجة إليها، أن الشرطة يوماً بعد يوم تعطينا دروساً فى كيفية الاعتماد على النفس والتكافل الاجتماعى كى نشعر بالفرق الشديد بين أيام العهد البائد وتلك الأيام الصعبة التى نحياها بدعوى أن الحرية ثمنها غال لابد من دفعه!!

فى هذه النصيحة أيضاً اعتراف ضمنى بضعف ووهن وجبن جهاز الشرطة وعدم قدرته على حماية المصريين وممتلكاتهم!!
والدليل على ذلك استمرار عمليات الخطف والنهب المنظم لكل شىء فى جميع أنحاء الجمهورية..

العجيب أن سيادة النائب ومن يقوده يعلمون منبع المشكلة ويعرفون من يرتكب السرقة لكنهم مرتعشون وخائفون، فرغم امتلاكهم للأسلحة والقوة إلا أنهم يودون وضع المجنى عليهم المسروقة ممتلكاتهم فى الصدارة ليدخلوا فى حرب مع الجناة ليصبح الأمر موتا وخراب ديار ليتخلصوا منا ويرتاحوا من قرفنا!!..

لا شك أن هناك من أفراد الشرطة من هم أكفاء يراعون الله فى عملهم ويجتهدون لتحقيق الأمن والأمان لمصر وأهلها ولكن للأسف الشديد هم قلة غير مؤثرة!!..

لمصلحة مَن بقاء حالة الانفلات الأمنى على ما هى عليه دون إقالة العاجزين والمتكاسلين وربما المتواطئين من مسئولى الداخلية؟!.. إلى متى سنعانى بطش ونهب المجرمين دون ملاحقتهم وصدور أحكام رادعة سريعة لمن يثبت تورطه فى أى جريمة؟!..

يبدو أن الثورة تحتاج إلى ثورة جديدة يسقط فيها المزيد من الضحايا والمصابين ويزداد البلد تدهوراً وخراباً كى يسعد زبانية وذيول النظام المنتشرون انتشار الذباب فى عز النهار فى كل قطاعات الدولة بوجه عام وفى الشرطة بوجه خاص!!.. رحمتك وسترك يا رب.