حمدى رسلان يكتب: لماذا كان يعيش السابقون مئات الأعوام ونحنُ نعيش بضعها؟

الجمعة، 15 يوليو 2011 10:09 م
حمدى رسلان يكتب: لماذا كان يعيش السابقون مئات الأعوام ونحنُ نعيش بضعها؟ كمبيوتر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا يشك أحد فينا فى عدالة الله سبحانه وتعالى، وأنه أعطى لكل ذى حق حقه، ولذلك عندما خلق الله تعالى آدم عليه السلام وهبه من قوة الجسم وطول العمر ما يعينه على أداء المهمة التى خلق من أجلها، وهى تعمير الأرض بذريته من أجل عبادة الله سبحانه وتعالى.

وكان الإنسان فى بدايات خلقه يتميز بالقوة البنيانية الضخمة التى تساعده على تسخير الطبيعة من حولهِ لخدمته ولتوفير سبل معيشته، وكانت أفعاله بطيئة للغاية نظراً لجهله بطبيعة عناصر الحياة من حوله، وبمرور الوقت بدأ الإنسان يكتشف الطبيعة شيئاً فشيئاً، ولذلك احتاج الإنسان الأول إلى الأعمار الطويلة جداً لاكتشاف هذه الطبيعة وبعض من قوانينها، وكان يعتمد فى تيسير سبل حياته على الحيوانات فى الأكل والشرب من ناحية والمواصلات من ناحية أخرى، وكان يستغرق الكثير والكثير من الوقت للسفر بين مكانٍ وآخر، رغم أن هذا السفر لايستغرق الآن سوى بضع ساعات بالسيارة أو بضع دقائق بالطائرة.

وخلاصة ما أريد قوله فى هذه النقطة، أن الإنسان فى حياته الأولية كان بحاجة إلى شيئين مهمين لكى يعيش ويعمّر ويكتشف الطبيعة، الشىء الأول: القوة البنيانية الضخمة التى تساعده على مواجهة الطبيعية الجامدة واكتشاف عناصرها، بالإضافة إلى العقل الذى يميز بهِ ما يكتشفه، والشىء الثانى: هو العمر الطويل لكى يتمكن من التنقل بين الأماكن واكتشاف رحاب الكون وسعتهِ وأسراره ولو فى محيط ضيق من حوله.

أما الآن فنحن لسنا فى حاجة إلى هذين العنصرين، لأننا أصبحنا نعتمد على العقل أكثر من القوة، ولأن سبل الرفاهية لدينا جعلتنا نتنقل بين أرجاء المعمورة فى بضع ساعات بالطائرة، أو نرى ونشاهد بأعيننا ما يحدث فى بلاد أخرى بعيدة فى التو واللحظة، وكان الإنسان الأول يحتاج إلى العمر الطويل والبنية القوية لتحقيق هذه الميزة، ولكن الله اقتص من أعمارنا وعوضها لنا فى التكنولجيا وفى سبل الرفاهية وانتشار العلم والمعرفة وتطويع الكون لخدمتنا، ولذلك أصبح لا حاجة لنا بالأعمار الطويلة أو الجسم القوى.

ويمكن أن أشبّه ذلك الأمر بكيفية توزيع الرزق من الله سبحانه وتعالى، فمن البشر من هو ثرى ولكن لايملك الصحة التى تعينه على التمتع بما لديه من أموال، ومنهم من هو فقير ولكنه يتمتع بالصحة الكاملة، وعندما يرى الغنى الفقير وهو واقف على قدمه يأكل ويشرب مايشاء، يحسده على ما لديه من صحة، وعندما يرى الفقير ما عند الثرى من أموال وجاه، يتحسر على حاله وفقره، ولكن لو نظر الاثنان لرزقهما وبما وهبهما الله منه، لعلما أن الله وزع الرزق بالحق والعدل عليهما، فأعطى الأول مالاً، وأعطى الثانى صحة، وجعل كلاً منهم يتمنى ماعند الآخر، وهذا دليل جديد على سواسية ما لديهما من نعم.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة