يتحمل المجلس العسكرى قبل عصام شرف نتائج ما يحدث فى مصر حاليا من فوضى تستهدف عدم الوصول بمصر إلى الاستقرار الأمنى والسياسى وبالتالى الاقتصادى، على اعتبار أن شرف لا يرى فى نفسه سوى جندى يلتزم بتنفيذ الأوامر ليس أوامر الشعب بالطبع.. ولكن تعليمات المجلس العسكرى وهناك فارق بين المجلس العسكرى الذى يدير البلاد وبين القوات المسلحة، فالأول يجب أن يكون مسبوغا بصبغة المدنية لأننا ضد أن نحكم ثانيا، وبعد تجربة مريرة لمدة 60 سنة من خلال العسكر, بينما القوات المسلحة مكانها الحقيقى هو حماية حدود مصر.. ومسئولية المجلس عن البلاد تضعه موضع المساءلة الشعبية, وتضعه نتيجة لما تمر به مصر محل انتقاد ليس تجنيا عليه ولكن بسبب التراخى فى عدد من القضايا الهامة, ومنها محاكمة قتلة الثوار والتهاون مع رموز فساد عصر مبارك والإصرار على ربط المحاكمات بحجم ما يمارس من ضغوط من جانب الشعب , فالتباطؤ والترهل أسلوب مستفز للجميع، حتى أن تشكيل الحكومة والمحافظين ونوابهم إلا قليلا, جىء بهم ممن كانوا ليسوا فوق مستوى الشبهات ومما يوحى للجميع بأن مبارك لا زال يحكم مصر.. ومن خلال عناصر الصف الثانى التى كان يتم تجهيزها ولا يمكن أبدا أن نقتنع كشعب بمسئولين مثل محافظى كفر الشيخ والقاهرة والجيزة وغيرهم وجميعهم عليهم علامات استفهام لا حصر لها.
وعودة التظاهرات المليونية تأتى لنفس الأسباب. للتجاهل لكن المؤلم حقا أن تحرك بعض المتظاهرين تجاه تحويل الأمر إلى فوضى منها غلق مجمع التحرير الذى يضم مصالح حيوية تهم كل الشعب تقريبا بالإضافة إلى عمليات قطع الطرق والتهديد بعرقلة الملاحة بقناة السويس يصنف من الجرائم التى ترتكب ليست ضد فرد أو مجموعة ولكنها ضد الإنسانية وبالتالى ننتقل من قائمة المطالبين بالحقوق إلى خانة المهدرين لها. وهى ليست سبة فى وجه الحكومة والمجلس العسكرى ولكنها سوف تتحول إلى وصمة فى جبين الشعب كله.. والصمت عن تلك الفوضى ليس دعما للثورة ولكن إهدارا لمبادئها وخلطا ما بين الثورة والفوضى, والعمل على سلب الثورة أهم مزاياها وهى أنها تعمل على تأمين حقوق الشعب والربط بين الحقوق والواجبات وتحديد ما لنا وما علينا.
ومثلما كان للتحرير صدى ابهر العالم فى العمل بالحكمة والمنطق والإصرار على التغير وعدم الانجراف إلى محاولات النظام للوقيعة بين الجيش والشعب وبين طوائف الشعب وبعضها, فيجب أن لا نتحول إلى قطاع طرق ومعرقلين لحق المواطنين فى قضاء مصالحهم وإنهاء أشغالهم خاصة أن رغيف الخبز ليس متاحا للجميع إلا يوما بيوم.. وأخشى أن يفقد الميدان قدسيته وأن ينتقل من الحكمة إلى التهور وهو الخطر الحقيقى على الثورة.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
mido
اى كلام
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود احمد
شرف -العسكر =حكومة ثوره
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود شفيق
كلمة حق
عدد الردود 0
بواسطة:
وليد اللبودى
محافظة الجيزة