"الأسوانى": المطالبة بـ"الدستور أولا" احتقار لرغبة 14 مليون مصرى

الجمعة، 15 يوليو 2011 05:46 م
"الأسوانى": المطالبة بـ"الدستور أولا" احتقار لرغبة 14 مليون مصرى الروائى الدكتور علاء الأسوانى
كتبت هدى زكريا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الروائى الدكتور علاء الأسوانى، إن المطالبة بوضع الدستور أولا بمثابة احتقار لرغبة 14 مليون مصرى صوتوا بنعم فى التعديلات الدستورية الأخيرة، مضيفا أنه على الرغم من القفز على الاستفتاء وتجاوزه عندما علم الناس أنهم سيصوتون على 9 مواد فقط وفوجئوا أن الإعلان يضم 63 مادة لم تحدد رغبتهم على الأقل إذا كانوا يريدون نظاما رئاسيا أم لا، إلا أن الأغلبية التى جاءت موافقة على تلك التعديلات كان أملاً منها فى إنجاز خريطة طريق تبدأ بالانتخابات أولاً.

وأوضح الأسوانى خلال اللقاء الذى عُقد معه مساء أمس، بساقية عبد المنعم الصاوى تحت عنوان "مصر بعد الثورة" أنه يمكن تبديد مخاوف من ينادون بالدستور أولا خشية سيطرة فئة بعينها فى البرلمان على صياغة الدستور، من خلال وضع خارطة طريق محددة تضمن أن من يضعون الدستور الجديد لا ينتمون لفصيل بعينه، مشيرا إلى أن جماعة الإخوان المسلمين لم تفسد الحياة السياسية ولا يجوز النظر إليهم مثل أعضاء الحزب الوطنى لأنهم كسبوا ثقة الناس فيهم.

وفى حديثه عن اقتراحات الثوار بتعيين الدكتور محمد البرادعى المرشح لرئاسة الجمهورية، رئيسا للوزراء خلفا للدكتور عصام شرف قال الأسوانى: هذا معنى رمزى ولا أعتقد أنها خطوة عملية لأن هذا معناه أننا نقفز على شرعية صندوق الانتخابات ونسلط الضوء على مرشح بعينه، وأكد الأسوانى على أنه لم يتراجع عن تأييده للبرادعى ولم يقم بتجميد نشاطه فى الجمعية الوطنية للتغير كما شاع عنه مؤخرا.

وعلق الأسوانى على التحقيقات التى أُجريت مع الرئيس السابق حسنى مبارك والتى انفردت اليوم السابع بنشرها، قائلا: كتر خيرهم أنهم عملوا تحقيقات ولكننا نريد أكثر من ذلك، وفى رأى لابد من تطهير القضاء أولا وعزل النائب العام الحالى المستشار عبد المجيد محمود حتى يمكن تقبل تلك المحاكمات، وهذا لن يأخذ أكثر من يوم فى وجهة نظرى.

كما رفض الأسوانى المطالبات التى نادت بترشيحه وزيرا للثقافة قائلا: أنا أصدرت بيانا شكرت فيه كل من رشحنى لهذا المنصب وشكرتهم على تلك الثقة الغالية، ولكن أنا لا أطمح فى أى منصب حكومى وأكتفى بدورى ككاتب لأنه يرضى طموحى.

وأوضح الأسوانى أن السبب الرئيسى فى الاضطرابات التى نشهدها حاليا هو أننا لم نتخذ أى إجراءات ثورية من بينها انتزاع بقايا النظام كاملة وعدم إعطاء لهم من إجهاض الثورة، إضافة إلى التطهير الحقيقى لجهاز الشرطة والقضاء وتعيين المستشار زكريا عبد العزيز أو المستشار هشام البسطاويسى نائبا عاما ووضع ضباط أمن الدولة تحت المراقبة بعد وقفهم عن العمل.

وتابع: ما حدث فى الثورة المصرية أنها نجحت عكس توقعاتنا ولكن هذا النجاح جاء بخسائر لا يقدر عليها سوى الشعب المصرى، خاصة وأن مبارك فعل فى المصريين ما لم تفعله إسرائيل فى الفلسطينين بغزة، وما حدث فى الثورة عكس ما هو معتاد عليه فمن المعروف أن الثوار دائما هم الذين يحكمون ولكن وجدنا أمام توكيل ممنوح من الرئيس مبارك للمجلس العسكرى لتولى إدارة شئون البلاد، وأصبح لدينا وكيل ينفذ حكم ثورى وهذا له إيجابيات وسلبيات، الأولى ممثلة فى أن كل الجرائم التى حدثت فى المجتمعات الثورية لم تحدث فى مصر، وذلك لأن الوكيل ليس ثوريا واستطاع كبح جماح الأمور، أما السلبيات فهى ممثلة فى إدارة الثورة بطريقة غير ثورية مما تسبب فى إعطاء الفرصة للثورة المضادة كى تسترد أنفاسها وتنظم صفوفها وتبدأ فى شن غارات تجهض للثورة.

وأعرب الأسوانى عن اندهاشه من استمرار بعض الوزراء فى ممارسة أعمالهم على الرغم من تبعيتهم المعروفة للنظام الساقط، قائلا: هناك اثنان فقط متعاطفان مع الثورة وهما أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربى ورئيس الوزراء عصام شرف أما بقية الناس فوضعهم مدهش لأنهم ليسوا فقط كانوا أعضاء فى الحزب الوطنى أو مقربين من جمال مبارك، ولكن أيضا كان لهم خطب عظيمة فى مدح الرئيس السابق ونجله، فنذكر على سبيل المثال تصريحات وزير الخارجية الحالى محمد العرابى عندما قال قبل ذلك أن مبارك "هبة" حباها ربنا لمصر وأنه لا يمثل الدولة المصرية والشعب، ولكن يمثل شخص الرئيس، وأنه زعيم لم ولن تشهد مصر زعيما عظيما مثله، ومثل سمير رضوان وزير المالية الذى كان مقربا من جمال مبارك ولجنة السياسات، وأنا مندهش من استمرار هذا النوع من الناس فى ممارسة عملهم فهؤلاء لديهم استعداد لخدمة أى فرعون فى أى لحظة.

وتهكم الأسوانى على تباطؤ محاكمة قتلة الشهداء قائلا: التوصل لقاتل سوزان تميم والاهتمام بقضية هشام طلعت مصطفى وتفريغ الدوائر لها أهم بكثير من ملاحقة قتلة الشهداء ومحاكمتهم، ولكن لا أعتقد أن المصريين سيقبلون من الآن فصاعدا الالتفاف حول طلبات الثورة .

وأعرب الأسوانى عن رفضه لتعطيل الثوار لحركة العمل فى المصالح الحكومية وغلق مجمع التحرير أمام الموظفين قائلا: أنا مع استمرار الاعتصامات كوسيلة للضغط على صانع القرار فى مصر ولكن أرفض غلق مجمع التحرير أمام الموظفين، وأكد على أن الثورة ستحقق انتصارها الحقيقى عندما تأتى بأول رئيس منتخب بإرداة الشعب وعندما يتم إجراء أول حوار صحفى مع مبارك وهو يؤدى فترة العقوبة داخل الزنزانة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة