(افتح قلبك مع د.هبه يس): المر ولا الى أمر منه؟

الجمعة، 15 يوليو 2011 07:51 م
(افتح قلبك مع د.هبه يس): المر ولا الى أمر منه؟ د.هبه يس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أرسلت (ش) إلى افتح قلبك تقول: أنا زوجه من 10 سنوات, ولدى 3 أطفال, قبل الزفاف كان مكتوب كتابى, وحدثت بيننا خلافات فتم الطلاق, لكننا تصالحنا وعدنا وتزوجت نفس الشخص, والذى كان يصر أن الخطأ فى المرة الأولى لم يكن خطأه.

فى بداية الزواج لم يكن لدى أى معلومات عن العلاقه الزوجيه الخاصه, وزوجى كذلك, لكنه كان دائما يشعرنى بأنى أنا المقصرة, وأنا التى يجب أن تتعلم و تفهم أكثر لتسعد زوجها, وكان دائما يقول لى إنه لديه خبره كبيره من (الأفلام الجنسية) التى يشاهدها بكثره, الى أن اكتشفت أنه يجهل الكثير من المعلومات الصحيحه, ويبرئ نفسه دائما بالقاء اللوم علي, كنت اصدق فى البدايه, وكنت فعلا أرى نفسى جاهلة وعديمة الخبرة فحاولت أن أبحث وأفتش كثيرا عن ما يجب أن تقدمه المرأة لزوجها, واجتهدت على قدر ما استطعت والله يشهد, إلا أنه أيضا لم يكن يعجبه, حتى اكتشفت فى يوم ما أنه ذهب إلى أختى الكبرى وقال لها إنه يحبها ويشعر بأنها هى التى ستستطيع إسعاده, وطلب منها أن تطلب الطلاق ليتزوجها هو بعد أن يطلقنى, حينها فقط بدأت أنتبه إلى غرابة تصرفه, وإلى أنه شخص غير سوى, وأنه كان يحملنى دائما كل الخطأ والفشل حتى الجزء الخاص به.

استمرت الحياة بحلوها ومرها, حتى قامت الشركة التى يعمل بها بتخفيض العمالة واستغنوا عنه, فأصبح الوضع جحيما, فلا هو راض عنى كزوجة, ولا أنا سعيدة معه فى علاقة حميمة أو غيرها, إضافة إلى عصبيته التى زادت إلى حد أنه أصبح يهيننى ويضربنى أحيانا, أضيفى إلى هذا كله أنى أصبحت العائل الوحيد للبيت, خاصة وأنه من ذلك الحين لم يحاول قط البحث عن أى عمل, وكأنه اكتفى بأن أصرف أنا وحدى على بيته وأولاده, وما زاد الطين بلة، وزاده انقلابا على أنى أحضر الماجستير الآن وسأصبح أعلى منه فى الدرجة العلمية.

منذ سنة تقريبا تعرفت على أحد الأشخاص, الذى كان حنونا جدا, أشعرنى باحتواء وباهتمام وبتقدير, وكان هو صاحب الكلمة الحلوة الوحيدة التى أسمعها فى أيامى, فزوجى أبدا لم يغازلنى أو يداعبنى, أو حتى يشكرنى على أى شىء, كان تعويضا لى عن كل ما أعانيه من مشاكل فى حياتى.

لكنى أخاف الله, وأكره الخيانه, لهذا تركت هذا الشخص سريعا, و قررت تحديد موقفى من زواجى أولا, فأنا بكل صراحة أريد الانفصال وبشدة, فأنا غير سعيدة إطلاقا مع زوجى, إلا أنى أخشى اتخاذ هذا القرار, فكيف سيؤثر هذا فى أطفالى؟, وكيف سأعيش كمطلقة فى مثل مجتمعنا؟, ماذا أفعل؟.

إلى (ش) أقول : أتفهم تماما خوفك من الانفصال, فللأسف الشديد فى مجتمعنا المطلقة دائما مذنبة, حتى وإن كان زوجها (هولاكو الجبار), وبالتالى فالزوجة غير السعيدة تجد نفسها دائما بين أحد خيارين أحلاهما مر, وهما إما الاستمرار فى زيجة فاشلة وحياه تعيسة (تقصف العمر), أو التجرؤ على الانفصال ومواجهة عواقبه الثقيلة.

قبل أن أقول لك رأيى أحب أن أنبهك إلى أنى أقوله بناء على وجهة نظرك أنت, والتى أفترض أنها صحيحة, ففى أحيان كثيرة يكون الوضع مخالفا تماما إذا سمعنا القصة من الطرف الآخر وعرفنا وجهة نظره, لكنى ليس أمامى سوى ما أرسلتيه أنت, لهذا سأبنى كلامى عليه.

الزوجات فى حالتك يفكرن بإحدى طريقتين: الأولى هى أنها لن تعيش سوى مرة واحدة, وأنها ليس عليها أن تعيش طوال الوقت فى مشاكل ومعاناة, وأنها وأن أخطأت وأساءت الاختيار, فإن هذا ليس إلزاما لها بأن تكمل المشوار حتى نهايته, وأنه من حقها أن تتوقف وتنهى هذه العلاقة لتبدأ من جديد, والبداية من جديد هنا قد تكون بالارتباط بشخص آخر, أو حتى الاستمرار دون زواج بعد ذلك, لكنهما فى الحالتين حياة جديدة بدون وجود الطرف المنغص للحياة, خاصة فى مثل حالتك التى تقومين أنت فيها فعليا بكل الأدوار كرجل وامرأة.

أما الطريقة الثانية فهى أن تسقط الزوجة زوجها من حساباتها تماما, أى أن تكتفى من الزواج بالشكل الاجتماعى كحماية لها من لقب مطلقة, ولأولادها من البعد عن والدهم, لكنها فى حقيقة الأمر تعيش حياتها بمفردها, أى أنها تسعد نفسها بطريقتها, سواء مع أولادها, أو بعملها, أو بدراستها, أو حتى بهواية تملأ عليها كيانها, وهذا لا يعنى أن تنفصل عن الزوج جسديا, فهى تلبى واجبها نحوه, ولكن بلا روح أو حب أو استمتاع حقيقى, كثيرات هن من يعشن كذلك, وربما تكون صدمة لمن يقرأ, ولكن نسبة ليست بسيطة من الزوجات يعشن على هذا الحال ليس فى عصرنا فقط, بل منذ أزمان بعيدة.

فى الحالة الأولى الزوجة تكسب حريتها, وراحتها من زوج متعب, وإمكانية بدء حياة جديدة قد تكون أسعد, وفى الحالة الثانية الزوجة تربح استقرار أولادها النسبة, إعفاءها من مشاكل وعواقب الطلاق, وعدم المجازفة بالإقبال على المجهول.

هل تعرفين ما هو المعيار الوحيد الذى يجعلك ترجحين وضع عن الآخر؟, المعيار الوحيد هو قدرتك على الاحتمال, احتمالك أنت لغياب المعنى الحقيقى للزوج وللزواج, ففى الحالة الأولى الزوجة ترى أنها إنسانة تحتاج إلى حب ومشاعر وحنان, وأنها بحرمانها من كل ذلك قد تخطئ, أما فى الحالة الثانية فإن الزوجة تثنى كل هذا جانبا, فالمشاعر ليست من أولوياتها, والأهم عندها هو الاستقرار حتى وإن كان ظاهريا.

والسؤال لك أنت الآن, أيهما أنت؟, إن كنت ستضعفين وتخطئين وتلجأين إلى آخر، وأنت لا زلت متزوجة, فأنا أنصحك بالانفصال فورا, فإن كنت استطعت أن تتمكنى من الأمر فى المرة السابقة, فربما لا تستطيعين لاحقا, و حينها ستكونين خائنة, ولن يبرر ذلك شىء حتى وإن كان تعاستك مع زوجك.

أما إن كنتى ترين أن ما حدث سابقا كان هفوة أو كبوة منك, وأنك تستطيعين إسعاد نفسك وإشغال حياتك بعيدا عن أى خطأ أو خيانة, فاستمرى وكأن زوجك مكمل لحياتك وليس حياتك كلها, كما تفعل الكثيرات.

عادة ما تكون النصيحة المثالية فى مثل شكواكى هى حاولى أن تتقربى من زوجك, وأن تتفهمى متطلباته, وأن ترضيه حفاظا على بيتك وأولادك, لكنى وبناء على ما قلتيه أنت, أرى أن شخصا يفعل ما يفعله زوجك من (أفلام إباحية), و(تجرؤ على أختك), والتحلل من كل مسئولياته, واستمراء وضع الراحة والبطالة, لن يأتى من ورائه خير, خاصة وأنكما متزوجان من 10 سنوات, وتلك ليست بالفترة الهينة.

قد لا أكون أرحتك بعدم تحديدى أى الخيارين لك, فهذا ليس من حقى, لأن ما أختاره أنا لو كنت فى موقفك ربما لا يناسب و ضعك أنت أو شخصيتك أو ظروفك, كما أنه وفى مثل هذه القرارات المصيرية يجب أن يكون اختيارك نابعا منك أنت وحدك, كى تقوين على تحمل مسئوليته وتبعاته بعدها.

استخيرى الله أكثر من مرة, وفكرى جيدا هل أنت من النوع الذى سيتحمل أم لا؟, وعلى أساس ذلك اختارى, ولا تندمى بعدها أبدا مهما حدث, ومهما تعرضتى لمصاعب, طالما أنك اخترتى عن اقتناع واجهى قدرك بشجاعة ولا تلقى بالا للآخرين، أدعو الله لك من كل قلبى أن ينير بصيرتك وأن يهديكى للخير.

للتواصل مع د.هبه وافتح قلبك:


h.yasien@youm7.com





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة