محلل سياسى يمنى يتساءل عن سر تواطؤ الأمريكان والخليج مع على عبد الله صالح

أكد الدكتور بلال حميد الروحانى، المحلل السياسى اليمنى، أنه رغم دخول الثورة فى اليمن شهرها السادس، إلا أن المجتمع الدولى مازال يمنح الرئيس على عبد الله صالح العديد من الدعم المباشر وغير المباشر رغم تردى الوضع فى اليمن إلى درجة يمكن وصفها بأنه مأساوى.

وقال بلال حميد الروحانى فى مقاله فى موقع مأرب برس اليمنى تحت عنوان "سر تواطؤ الأمريكان والخليج مع على عبد الله صالح" إنه يمكن أن نضع فى سياق بحثنا عن سر بقاء صالح فى سدة الحكم التساؤل التالى: أولاً: لماذا لم تتنازل الولايات المتحدة الأمريكية عن على عبد الله صالح، كما تنازلت عن مبارك وبن على؟.

وحدد الروحانى إجابتين على سؤاله، الأول أن على عبد الله صالح فتح للمخابرات الأمريكية فرع فى اليمن بطريقة رسمية لها كامل الصلاحيات تعتقل من تشاء وتقتل من تشاء وتعاقب من تشاء وتضيق على من تشاء وتراقب من تشاء وترفع التقارير على كل من تشاء وتدرس الشخصيات كيفما تشاء، بل وتنفذ وتخطط وتعاقب دون إذن من أحد، وجعلها فوق الدستور والقانون لا تراعى دينا ولا دستورا ولا قبيلة ولا عرفا ولا شهامة ولا كرامة ولا شىء، أهم شىء تكون تحت الخدمة الأمريكية وصدر لها قرار جمهورى بذلك ويتول الأمر أحد المقربين من الأسرة الحاكمة لإثبات الإخلاص فى خيانة الشعب المسكين مقابل العمالة المطلقة للأمريكان!! بشرط الحفاظ على كرسى الحكم لنا؛ وهذا الفرع يطلق عليه (الأمن القومى).

أما الإجابة الثانية فتكمن فى أنه لم يسمح أحد فى العالم للأمريكان بقتل أبناء شعبه والسماح لهم بانتهاك سيادة بلده متى ما أرادوا غير على عبد الله صالح، ليس هذا فحسب بل ويقول اقتلوا من تشاءون وسأقول أنا الذى فعلت وكأنه لا يلقى بالاً للشعب المسكين وفى صورة تحد للشعب المتسامح ولا مبالاة فى دماء اليمنيين.

السؤال الثانى الذى طرحه الروحانى هو لماذا لم تتنازل دول الخليج عن على عبد الله صالح رغم رفضها القاطع دخول اليمن مجلس التعاون الخليجى؟، وكان جوابه على هذا السؤال فى النقاط التالية:

1) على عبد الله صالح باع موانئ اليمن للخليج ويستلم مبالغ كبيرة جدا مقابل إهمالها ويرفض تطويرها، رغم أننا فى اليمن نملك أطول ساحل بحرى، ولأن تطويرها سيضر بموانئ الخليج وخصوصا ميناء دبى وجدة، ولو حدث تغيير فى اليمن سيتم تطويرها وستكون موانئ اليمن من أضخم الموانئ، بل وأهم جغرافيا فى العالم، وهذا سيضر بالموانئ الخليجية.

2) على عبد الله صالح لا يحرص على الرفع من قدر المواطن اليمنى فى دول الخليج وهو يعرف أنه مهان ومحتقر فى هذه الدول وهذا ما تريده دول الخليج أن يبقى اليمنيون مهانين فى دولهم.

3) من أهم النقاط أن بترول اليمن يقع فى مناطق منخفضة قريبة من السواحل وبترول الخليج يصب فى اليمن ولو أخرج بكثافة عالية سيقلل من بترول الخليج ويزيد من إنتاج اليمن، فلذلك الخليج تحرص على بقائه لتواطئه فى هذه المسألة الحساسة.

4) دول الخليج ترى فى نجاح الثورة فى اليمن تصديرا للثورات إلى الخليج وهم أشد خوفا على كراسيهم لأنهم طغاة يتمتعون بكامل الطغيان والدكتاتورية فى بلدانهم.

5) دول الخليج حلفاء استراتيجيون للولايات المتحدة الأمريكية فلا ينفذون قرارا إلا بعد أخذ الإذن منها والملوك أسود على رعاياهم ونعامات على الأمريكان، وأمريكا لن تتنازل عن على صالح.