الصين "تصطاد فى الماء العكر" بعد تخلى أمريكا عن باكستان

الخميس، 14 يوليو 2011 01:39 م
الصين "تصطاد فى الماء العكر" بعد تخلى أمريكا عن باكستان أسامة بن لادن
كتب أكرم سامى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إن قرار وقف أكثر من ثلث المساعدات العسكرية الأمريكية لباكستان، يمكن أن يضر فى نهاية المطاف واشنطن أكثر من إسلام أباد، حيث تسعى الولايات المتحدة إلى وضع حد للحرب الأفغانية وهزيمة تنظيم القاعدة.

ورغم تحذير الكثير من المحللين والمسئولين بالرد السلبى على هذا القرار، فربما يزيد من الحركات الإرهابية فى المنطقة بعد إلغاء هذه المساعدات العسكرية، والتى كانت تساهم فى التصدى لهؤلاء المتشددين.

ولم يعرف أحد حتى الآن هل هذا القرار يعود لتوتر العلاقات بين واشنطن وإسلام أباد بعد مقتل بن لادن فى أبوت أباد، ولم تعد باكستان حليفا موثوقا فيه للولايات المتحدة، أم أن هذا القرار يعود لتخفيض الميزانية الأمريكية بالفعل لتزايد الديون وإنفاق المليارات فى باكستان للقضاء على العناصر الإرهابية فى المنطقة.

ولم تضع أمريكا فى اعتبارها ظهور الحليف الآخر لباكستان والمَعادى الأول لها، وهى الصين التى أعلنت أمس أنها تتعهد بمساعدة باكستان عسكريا دون الحاجة للمساعدات الأمريكية، وتعد الصين من أكبر الدول العسكرية فى العالم، والتى تتمتع بأكبر ثانى اقتصاد فى العالم، مما يزيد من خطورة الأمر.

والذى يضاعف من خطورة الأمر، هو عدم اعتراض الحكومة الباكستانية على نشر الجنود الصينيين على أراضيها، على عكس رفضها للقوات الأمريكية فى الوقت الحالى، يأتى هذا فى الوقت الذى طلبت فيه باكستان انسحاب عدد كبير من المستشارين العسكريين من إسلام أباد.

وتربط الصين وباكستان مصالح مشتركة عديدة تتلخص فى النزاعات الإقليمية مع الهند، فباكستان على نزاع مع الهند حول إقليم كشمير منذ عام 1947 بعد استقلال باكستان والهند من المملكة البريطانية، أما الصين التى هزمت الهند عام 1962، ثم قيام الصين بالتفجير النووى الأول عام 1964، واستمرار المطالب الإقليمية الصينية فى بعض الأراضى التى تسيطر عليها الهند، وتمركز جزء كبير من القوات الصينية بالقرب من الحدود مع الهند. ناهيك عن أن الهند تنظر بقلق إلى تنامى القوة العسكرية والاقتصادية الصينية وتسعى لمجاراتها، تماما كما تفعل باكستان بالنسبة للهند.

ينتج عن كل تلك التحليلات العديد من السيناريوهات التى من الممكن حدوثها وهى:

السيناريو الأول أن تتدخل الصين كحليف قوى لباكستان فى حرب مشتركة معها ضد كل من أمريكا وأفغانستان التى تظل على علاقات طيبة مع إدارة الرئيس الأمريكى أوباما.

السيناريو الثانى أن تكون هناك حرب محتملة بين باكستان والصين من جهة، والولايات المتحدة وربما روسيا من جهة أخرى بعد أن أعلن نائب الرئيس الروسى سيرجى إيفانوف أن موسكو قلقة من ازدياد نشر الأسلحة والذخائر على الحدود الأفغانية الباكستانية، معلنة عن رافضها لهذا التنامى العسكرى.

وكانت العلاقات تدهورت بين باكستان وروسيا، فى وقت سابق بسبب تنامى العناصر المتشددة بها وتأثيرها على أمنها، مما دفع روسيا لتعزيز القوات الأمنية فى أفغانستان للقضاء على هذه الحركات المتشددة.

وسوف يكون لدى الولايات المتحدة دور المسلم الثابت، نظرا لحقيقة أن العلاقات بين واشنطن والصين هى بالفعل هشة، خصوصا منذ "سباق تسلح حرب النجوم" التى أطلقتها الصين فى عام 2007، ولكن هناك ضرورة ملحة لبذل جهود جادة.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة