رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن زاهى حواس، وزير الدولة لشئون الآثار كان حتى وقت قريب رمزا عالميا لفخر مصر القومى، فهو عالم الآثار الشهير الذى لم يكن أحد ليجرأ على انتقاده فى مصر القديمة نظرا لنجاحه فى تعزيز السياحة وجهوده فى استعادة الآثار المفقودة، وبالطبع قربه من سيدة مصر الأولى فى ذلك الوقت، سوزان مبارك.
غير أن الثورة غيرت كل ذلك، فالمتظاهرون يطالبون باستقالته فى الوقت الذى تواجه فيه الحكومة المؤقتة مطالب أخرى من متظاهرى التحرير، فهم يتشككون فى علاقاته الوثيقة بأسرة الرئيس السابق، حسنى مبارك، لاسيما وأنه دافع عنه فى الأيام الأولى من الثورة، ولكن على ما يبدو ألقت الثورة الضوء على الطرق التى تمكن من خلالها حواس تعزيز موقفه طوال الأعوام السابقة، غالبا بمساعدة منظمات وشركات كان يعمل معهم بصفته مسئول حكومى.
وقالت الصحيفة الأمريكية، إن حواس يتلقى سنويا على سبيل المثال أجر يصل إلى 200 ألف دولار من قناة "ناشونال جيوجرافيك"، ليكون "مكتشف فى وطنه"، إذ أنه يتحكم فى الوصول إلى المواقع الأثرية القديمة، تلك المواقع التى غالبا ما تظهر فى تقارير القناة. ومضت تقول، إنه لديه علاقات وطيدة مع شركتين أمريكيتين يعملون مع مصر، الأولى، شركة الفنون والمعارض الدولية، التى سمحت لحواس قبل عدة أعوام بأخذ بعض الآثار، ومنها تمثال توت عنخ أمون، فى جولة حول العالم، فضلا عن أنه استخدم بعض من هذه الآثار للتسويق لخط الأزياء الخاص به.
أما الشركة الثانية، فكانت تبيع قبعات مشابهة لقبعة حواس الشهيرة على مدار أعوام، وتم توظيف الشركة العام الماضى، لتشغيل المتجر الجديد فى المتحف المصرى بالقاهرة.
ورغم أن حواس يقول إن نصيبه من أرباح هذه المنتجات يذهب مباشرة إلى جمعيات خيرية مصرية، إلا أن هذه الجمعيات المتمثلة فى مستشفى سرطان الأطفال ومتحف الأطفال كانت تشرف عليها سوزان مبارك قبل أن تندلع الثورة.
وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن حواس استطاع أن يبقى فى منصبه الحكومى حتى بعد الثورة، رغم أنه استقال فى مارس، إلا أنه أعيد تعيينه، وقالت إنه يسافر كثيرا، كسفير ثقافى يثنى على الثورة ويحث الأجانب على زيارة مصر، وكرمته بيرو هذا الشهر لمساعدته فى تأمين عودة الآثار التى أخذت من "ماتشو بيتشو" قبل قرن من الزمان.
