تعتبر الأمراض السرطانية فى الأطفال من أكثر الأمراض فتكاً بهم، كما أن أنواع العلاج المتاح مثل العلاج الكيماوى والإشعاعى من أكثر أنواع العلاج تأثيراً على نمو الأطفال. وحيث إن هذه الأمراض أصبحت تشفى بنسب كبيرة مع تقدم العلم فى نواحى التشخيص والعلاج المختلفة، لذلك هدفت الدراسة التى أجراها فريق من الباحثين بالمركز القومى للبحوث إلى رصد تأثير هذه الأمراض وعلاجها على نموهم الجسمانى.
وأشارت دراسة أخرى إلى نسبة انتشار العيوب الخلقية البسيطة فى الأطفال المصابين وذويهم، حيث تحتوى عينة البحث على 30 طفلاً (20 ذكراً و10 أثاث) يعانون من مرض سرطان الدم الليمفاوى. وكل الحالات مرضى مترددين على عيادات المعهد القومى للأورام، حيث كان متوسط أعمار الحالات (4.3 ± 7.2 ) عاماً.
وقد كانت كل الحالات تتلقى العلاج الكيمائى باستثناء حالة واحدة كانت تتلقى علاجا إشعاعيا، بالإضافة للعلاج الكيميائى.
واشتملت الدراسة على 29 من أهالى الحالات (21 أم – 8 أباء ) و30 طفلا سليما كعينة ضابطة.
وبعد أخذ التاريخ الاجتماعى والمرضى للحالات، وإجراء الكشف الإكلينيكى الدقيق، تم تقييم وجود 33 من العيوب الخلقية البسيطة لكل الأطفال المرضى ووالديهم والعينة الضابطة، كما تم عمل القياسات الأنثروبومترية وحساب المعاملات المستخلصة من هذه القياسات، وكذلك تم تقييم قياسات الوجه بالطرق المباشرة وغير المباشرة عن طريق الصور الأمامية والجانبية للرأس فى المستوى فرانكفورت.
وقياس أنزيمات الكبد ووظائف الكلى وهرمون اللبتين للأطفال المرضى مع عمل صورة دم كاملة، وفحص عينة من النخاع، أما المكونات البدنية للحالات تم قياسها باستخدام جهاز تحليل المكونات البدنية لتقييم كمية الماء الكلية بالجسم، وكتلة ونسبة الدهون بالجسم، ومعدل الأيض الأساسى للحالة.
وأظهرت الدراسة زيادة فروق معنوية فى نسبة وجود العيوب الخلقية البسيطة (MEMs/subject) فى الأطفال المصابين بسرطان الدم (6.16%) عن والديهم (3.09% للأم و2.8% للأب)، كما لوحظ عدم وجود ارتباط بين نسبة انتشار العيوب الخلقية البسيطة والعوامل الأخرى (درجة القرابة، عمر الوالدين، التاريخ المرضى والوراثى للأسرة والطفل، القياسات البيوكيميائية، والعوامل البيئية وكذلك تطور المرض الإكلينيكى)، وكذلك عدم وجود ارتباط بين العيوب الخلقية بعضها ببعض مع عدم وجود عيوب خلقية خاصة محددة.
وكانت القياسات الأنثروبومترية للأطفال المرضى فى النطاق الطبيعى مقارنة بوالديهم والعينة الضابطة، حيث دلت نتائج الدراسة إلى أن الإناث كن أكثر سمنة من الذكور، وذلك بزيادة نسبة ومساحة الدهون، كما أشارت دراسة السنة الأولى إلى زيادة فى نسبة دهون الجسم، مع وجود قصر غير متناسق فى القامة فى بعض الحالات (إناث وذكور) بعد 6 أشهر من تلقى العلاج.
وظهر ارتفاع هورمون اللبتين فى الإناث عن الذكور دون دلالة إحصائية، بينما كان هناك ارتباط ذو دلالة إحصائية بين مستوى هورمون اللبتين ومعامل كتلة الجسم فى الأناث.
وأظهرت الدراسة الإحصائية زيادة فى أنزيمات الكبد واختلال فى وظائف الكلى، وزيادة فى الخلايا المرضية فى نخاع العظام فى الأطفال غير المستجيبين للعلاج.
وتشير الدراسة إلى أن العيوب الخلقية البسيطة هى مؤشرات اضطراب فى التكوين المورفولوجى وزيادة معدل حدوثها يعكس الأصل الجينى لتلك العيوب، كما توضح الدراسة الارتباط بين العلاج وبنية الجسم خاصة فى الإناث.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة