لو كان مبارك على كرسيه يوم الجمعة الماضى ورآنا فى القنوات بعددنا المهول فى الميادين أقسم أنه لكان يخرج ويطل علينا ببيان جديد يستعطف فيه تلك الجموع الغاضبة ويطل علينا قائلا إنه سيعمل على أن يلبى طلبات المتظاهرين وأنهم جميعا أبناؤه وأن مطالبهم مشروعة أما ما حدث من المجلس الذى حمى الثورة وما حدث من حكومة الثورة يجعلنا جميعا نتذكر أننا نعود لسياسة اضرب دماغك فى الحيط.
إلى المجلس العسكرى الموقر هل حان الوقت لتردوا على مطالب الثوار وعدم تجاهلها.
إلى حكومة الثورة التى أخذت شرعيتها من التحرير وخصوصا الدكتور عصام شرف كنا ننتظر من سيادتك أن تتنازل وتطل علينا فى الميدان وكنا نحمل احتمالين من التوقعات أما أن تقدم استقالتك إلى الثوار وتقول عفوا إنى غير قادر على تحقيق مطالب الثورة أو تخطب فينا قائلا أن الحكومة تحاول جاهدة أن تعمل على مطالبها وفى القريب العاجل سنرى جميعنا ثمرة الثورة كما وعدتنا قبل ذلك.
الموقف ملىء بالغموض ويثير الريبة فى قلوبنا جميعا فنحن نرى اليوم أشبه بالأمس تجاهل فى مطالب الشعوب ومطالبنا أيها السادة ليست فئوية فالشعب هو الآمر الناهى الذى تنصاع لة الآذان وتلبى له المطالب حتى البيانات التى كنا نراها على صفحاتكم الموقرة والكلمات التى كانت مقدمتها رصيدنا لديكم يسمح وتردون بها فيما يدور على أرض الواقع لم نعد نراها بعد فقد اختفى أثرها أخشى أنكم قد تكونوا أدركتم أخيرا أن رصيدكم لدينا لا يسمح.
وختاما فرقونا كما شئتم وقسمونا كما يحلو لكم فمها اختلفنا ومهما استغللتم جهل بعض الناس وسبهم لبعضهم البعض على صفحات الجرائد فلا تتناسوا أننا جميعا متفقون على حب الوطن وعلى مطالب الثورة، فتلك كانت ثورة ولم تكن نزهة إلى منتجع بالبحر الأحمر وكل بيت فى مصر به شهيد فالشهداء ليسوا شهداء لذويهم فقط، بل هم شهداؤنا أيضا ولن نغفل ولن ننام حتى تأتى حقوقهم فإن كانت بعض الفئات أعلنت عدم الاعتصام من أجل دفع عجلة الإنتاج إلى الأمام فتأكدوا تماما أنهم قريبا جدا سيسأمون المسكنات ويكفرون بالتظاهرات وإعلان العصيان حتى يظهر العضو الفاسد ونتمكن من بتره حتى يحين الوقت أن نجد عضوا صالحا يعمل على عدم تجاهل الشعوب فإنى أعلنها أمام سيادتكم إن لم تصل الرسالة بعد فحتما ولا بد سوف تصل الرسالة حتى وإن عملتم جاهدين على قطع الإشارة.
