حنا جريس: الكنيسة دخلت "بيات شتوى" بعد الثورة

على عكس جميع قطاعات ومؤسسات الدولة تحول موقف الكنيسة الأرثوذكسية بعد ثورة 25 يناير إلى التكتم على كل شىء، فتوقف رجال الأكليروس عن تصريحاتهم أو إبداء الرأى حول القضايا الدائرة وخاصة ما يتعلق بالوضع السياسى أو ما يشغل الناس حاليا فى ميدان التحرير والحكومة.

د.حنا جريس الناشط السياسى واحد قادة التدريب على التنمية الثقافية بالكاتدرائية أرجع هذا التحفظ من جانب الكنيسة إلى "حالة البيات الشتوى الذى دخلت فيها الكنيسة عقب الثورة"، كما يرجع إلى أن الكنيسة مؤسسة محافظة وأى تصريح يصدر عنها يحسب عليها، ولذا فيتحفظ الكثير الحديث أو التعليق على الأوضاع لعدم وضوح الرؤية وعدم وجود قراءة جيده وأيضا لأن الكنيسة وجهت فى فترة انتقادات شديدة لموقفها وتصريحاتها السياسية.

وأشار إلى أن موقف الكنيسة أو بالتحديد رجال الاكليروس وتحفظهم أعطى فرصة للأقباط العلمانيين الخروج، ومحاولة أن يأخذوا موقف الريادة من رجال الاكليروس، وهذا بدأت إرهاصاته منذ أحداث نجع حمادى وبعدها الإسكندرية وأحداث أطفيح، وتكوين حركات قبطية تتحدث باسم الأقباط وتتفاوض على حقوق الأقباط، وهذا الوضع هو شبيه بدرجة كبيرة بعض الخديوى إسماعيل عندما بدأت مشاركة الأقباط فى مجلس شورى النواب، وتحول بعد ذلك أن الأقباط الذين شاركوا فى هذه الطفرة هم أنفسهم من شاركوا فى تغيير الكنيسة، والمطالبة بإنشاء المجلس الملى ليكون للعلمانيين دور فى اتخاذ القرار داخل الكنيسة بشان الأوضاع المدنية، مؤكدا أنه يرى أن الواقع يتكرر مرة أخرى وأن الأقباط الذين شاركوا فى هذه الطفرة التى تمر بها مصر هم أنفسهم من سيقومون بإصلاح النظام الإدارى الكنسى خلال الفترة المقبلة.