ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، اليوم الأحد، أن الحكومة الائتلافية الهشة فى العراق فشلت مجددا فى التوصل إلى اتفاق بشأن تشكيل مجلس وزراء أو البت فى مسألة مطالبة القوات الأمريكية بالبقاء بعد ديسمبر القادم، وهو ما ترك إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما أمام جدول زمنى قصير للغاية لاستكمال الانسحاب.
وقالت الصحيفة، إن الرئيس العراقى جلال طالبانى استدعى الكتل السياسية للمرة الثانية خلال الأسابيع الأخيرة، وقال إنه يعطى جميع الأحزاب أسبوعين آخرين لمناقشة القضايا قبل عقد اجتماع آخر لحسم المسائل الخلافية.
ونقلت الصحيفة عن مسئول عسكرى أمريكى كبير، قوله، إنه على الرغم من مناقشة الإدارة الأمريكية بشكل غير رسمى بعض السيناريوهات التى تضمنت ترك عشرة آلاف جندى من بين 46 ألف جندى مازالوا فى العراق والتى تبدو منطقية وصائبة، غير أن الأمر كله لا يعدو فى النهاية عن كونه مجرد تخمينات.
ومضت الصحيفة تقول إن العراقيين لم يتوصلوا إلى أى إجماع حول ما قد يحتاجونه بشأن بنود المهام التى يرغبون من الأمريكيين الاضطلاع بها، وذلك على حد قول مسئول شارك ضمن مسئولين آخرين فى مناقشة هذه المسألة بالغة الحساسية مضيفا أن الأمريكيين لن يستطيعوا حساب قوام القوات المفترض تركها حتى يحدد العراقيون أولا المهام التى يرغبون فى إسنادها إلى الأمريكيين.
وقالت الصحيفة، إن رئيس الورزاء العراقى نورى المالكى أخبر بعض مسئوليه المقربين، أن الرئيس أوباما أبلغه أن واشنطن ترغب فى ترك 30 ألف جندى لها فى العراق الأمر الذى استبعده البيت الأبيض باعتباره كبير جد.. وقال مسئول فى الإدارة الأمريكية أن أى تواجد للقوات الأمريكية بعد عام 2011 سيكون أصغر إلى حد كبير عما هو موجود الآن.
وأردفت الصحيفة بالقول إن "بعض المسئولين الأمريكيين تسلل إليهم شعور بأن العراقيين قد لا يتوصلون أبدا إلى اتفاق فى هذا الموضوع قبل حلول الموعد الذى من المفترض أن تنسحب فيه القوات نهاية العام الجارى".. غير أن مسئولين آخرين استدركوا بالقول إن الأمر ليس حتميا.
وقالت الصحيفة إن هذه المسألة تحولت إلى مشكلة مؤرقة للرئيس اوباما فعلى الرغم من تعهداته بإكمال الانسحاب فى الوقت المعلن فقد أبدت الإدارة استعدادها بوضوح فى مواصلة مهام التدريب والدفاع الجوى والمخابرات والاستطلاع ومهمات مكافحة الإرهاب مع القوات العراقية حال وجود مخاطر وارتفاع العنف وانعدام الاستقرار السياسى.
وأوضحت الصحيفة، أن كلما طالت الفترة التى سيتخذ فيها العراقيون قرارهم كلما كان الأمر صعبا على الإدارة الأمريكية لتوضيح الأمر للشعب وأهمية الاحتفاظ بتواجد عسكرى أمريكى.
نيويورك تايمز: الحكومة العراقية فشلت فى مطالبة القوات الأمريكية بالبقاء
الأحد، 10 يوليو 2011 05:47 م