د. مصطفى النجار

لكم منصاتكم ولنا الميدان..

الأحد، 10 يوليو 2011 04:35 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان من أهم عوامل نجاح هذه الثورة أنها كانت جسدا بلا رأس، ولذلك لم يجد النظام من يضغط عليه ليجهض الثورة، ولكن بمجرد التنحى ورحيل الرئيس المخلوع قفز على المشهد أفراد وكيانات من كل حدب وصوب، الكل يتحدث باسم الثورة وباسم الشعب، والشعب لم يفوض أحدا من هؤلاء.
معارك طاحنة ومكلمة لا تتوقف وسجال على الفضائيات ومانشيتات الصحف، لغة التخوين أصبحت هى لغة التخاطب بين هؤلاء وهكذا يديرون اختلافاتهم، يختلفون على مصالح ضيقة وقضايا لم تكن يوما من أولويات الثورة، انصرف الشعب عن الجميع، شعر بالعزلة الشعورية عن كل هؤلاء، ظل الشعب يتابع تطورات الأحداث، وينتظر الفرج القريب، لكن طال انتظاره وصدمه ما يراه من ضياع الحقوق وبطء العدالة التى يشكك فى إمكانية تحققها من الأساس، استشعر الشعب الخطر على ثورته فقرر أن ينزل لحمايتها واستكمال أهدافها.
كانت اللوحة الإنسانية بديعة فى تركيبها وقوامها، مئات الألوف يتقدمون إلى الميدان، جاءوا من محافظات مختلفة ومن كل شوارع مصر وأركانها، يهتفون هتافا واحدا ولا يرضون سواه، الثورة أولا.. الثورة أولا.
رفضوا كل شعار غير هذا الشعار، أنزلوا كل من حاول رفع شعارات أخرى حزبية أو سياسية أو أيديولوجية، نزعوا لافتاتهم، طارد الشعب بزجاجات المياه الفارغة كل من حاول أن ينصب نفسه متحدثا عن الشعب وعن الثورة، كان هتاف الشعب يلاحق هؤلاء: انزل انزل، مش عايزينكم مش عايزينكم، انطلقت عفوية من الناس بصدق فطرتهم ونقائها، تركوا المنصات المختلفة والمتعددة الألوان السياسية والأيديولوجية وقالوا لهم، لكم منصاتكم ولنا الميدان، أنتم لستم منا ونحن لسنا منكم.
تفحصت فى وجوه الناس التى حرقتها أشعة الشمس الملتهبة، عرفت هذه الوجوه التى رأيتها قبل ذلك يوم 28 يناير وأثناء الاعتصام وفى موقعة الجمل، وفى كل لحظات الثبات والبطولة الحقيقية، هؤلاء من خطفت النخبة ثورتهم وقفزت عليها، ثم جلست تتناحر فيما بينها وتحاول تقسيم التركة مع تغييب الشعب.
وصلت الرسالة واضحة للجميع، استلم الشعب زمام المبادرة مرة أخرى وقال للجميع، أنا حى لم أمت، ووفى للثورة ودماء الشهداء، أنا أعرف متى أنزل للميدان وكيف أكمل ثورتى بلا استعلاء منكم ولا توجيه أو اتهام لى بعدم الوعى والنضج، سأسبقكم كما تعودت دوما بصدق فطرتى وإخلاص نيتى.
الكرة الآن فى ملعب المجلس العسكرى الذى يعرف الفرق بين أصوات الشعب الصادقة وبين أصوات النخب الزاعقة، من نزلوا للميدان يوم الجمعة الماضية هم الذين ظلوا يهتفون طوال اعتصام ميدان التحرير: الجيش والشعب إيد واحدة، لقد هتفوا فى هذه المرة، الشعب والشعب إيد واحدة، وأظن أنها رسالة عتاب قاسية للمجلس العسكرى الذى أحبه المصريون وهتفوا له حين اختار الانحياز إلى الشعب وقام بحماية الثورة منذ بيان 1 فبراير الشهير الذى أعلن فيه أنه يتفهم مطالب الشعب المشروعة وأنه لم ولن يستخدم العنف ضد الشعب وأنه يحترم الإرادة الشعبية.
ما زالت جموع المصريين تنتظر من المجلس العسكرى أن يمسح على قلوبهم ويساعدهم على إتمام ثورتهم بمحاكمات عاجلة وعادلة لقتلة أبنائهم وسارقى أقواتهم، ما زالت جموع المصريين على يقين أن المجلس الذى لبى مطالبهم الثورية المشروعة لن يكون أبدا فى الجهة المقابلة، بل هو معهم ومنهم وإليهم.
يقيننا أن صرخات النفوس ودمعات العيون ودعوات القلوب التى ضجت بالشكوى وزفرت بالغضب لن تضيع أبدا سدى، من يحب هذا الشعب فليربط على قلبه وليمسح دمعه وليأخذ ثأره وليحترم إرادته، بارك الله شعب مصر وأتم ثورتها وأنار فجرها.. العز للشعب والمجد للشهداء.








مشاركة

التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

مريم

مقال محترم

عدد الردود 0

بواسطة:

مواطن مصري

كلام محترم

عدد الردود 0

بواسطة:

أبو ندى

مقال رائع ابان حقيقة ما حدث في الجمعة الفائتة

عدد الردود 0

بواسطة:

محسن محمود

مندوب الاغلبيه الصامته

عدد الردود 0

بواسطة:

محسن محمود

مندوب الاغلبيه الصامته

عدد الردود 0

بواسطة:

مواطن مصرى

مواطن مصرى

عدد الردود 0

بواسطة:

م خالد

هؤلاء من خطفت النخبة ثورتهم وقفزت عليها، ثم جلست تتناحر فيما بينها وتحاول تقسيم التركة

عدد الردود 0

بواسطة:

مالك

قول بسيط و محترم

عدد الردود 0

بواسطة:

شيماء غزالي

تسلم يا دكتور

عدد الردود 0

بواسطة:

د. تامر

يا عزيزى الكاتب.... كل يوم حصان طروادة جديد

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة