أدى أمس السبت التاسع من يوليو الرئيس سِلفا كير مارديت اليمين الدستورية كأول رئيس لجمهورية جنوب السودان، لتستقل أحدث الدولة فى العالم عن النصف الشمالى من البلاد.
ويرى المحلل السياسى السودانى عثمان الميرغنى فى حوار له لموقع "دويتشه فيلله" الألمانى أن هناك عددا من التحديات تواجه الدولة الحديثة والتى قد تبطئ تقدمها عالى الصعيد السياسى، تأتى على رأسها التحديات الأمنية.
ويقول الميرغنى موضحا أن هناك عددا من الميليشيات القبلية التى تسكن جنوب السودان وهى قوية ومتمكنة ومسلحة جيدا، مؤكدا على ضرورة فرض الحكومة الجديدة قبضة أمنية قوية للعمل على تأكيد مركزية السلطة، وذلك من خلال إخضاع جميع المناطق الجنوبية لقبضتها لسيطرتها.
كما تواجه الحكومة الجديدة تحديا من نوعا آخر وهو تشرذم حزبى واضح سيعرقل عمل الحكومة الجديدة السياسى والمدنى.
ويرى المحلل السودانى أن ما وصفه بالتشرذم قد زاد مؤخرا نتيجة انشقاق بعض الأحزاب عن بعضها وخروج بعض الأحزاب من جلباب الحركة الشعبية لتحرير جنوب السودان، بحسب وصفه.
كما تشكل مشكلة قلة الخدمات التى تشمل تطوير الطرق والتعليم والصحة فى جنوب السودان تحديا جديدا على الحكومة الجديدة مواجهته.
ويرى الميرغنى أن وجود مقدرات النفط فى البلاد سيخلق نوعا من التسابق بين سكان الجنوب للمنافسة عليها والتى ربما تصل الى حد التنازع
ولكن وبحسب المحلل السودانى ستشكل مشكلة توفير الخدمات بؤرة الأزمات التى يجب على الحكومة الجديدة مواجهتها.
وأجاب الميرغنى على سؤال دويتشه فيلله حول طبيعة الدولة الجديدة وعن كان يتوقع أن يغلب عليها الطابع القبلى أو العلمانى قال الميرغنى، إن هناك تنافسا حقيقيا بين عدد من القبائل الرئيسية من بينها قبائل الدينكا والشلك والنوير والتى تشوبها فى بعض الأماكن توترات كبيرة.
ويرجع المحلل السودانى السبب وراء هذه النزاعات إلى التنافس على الموارد الاقتصادية خاصة فى بعض المناطق التى يسكن فيها خليط من السكان ينتمى إلى عدة قبائل.
كما تشكل بقايا حركات التمرد السابقة، والتى تتمثل فى بعض الضباط المنتمين إلى القبائل فى جنوب السودان الذين انشقوا عن الحركة الشعبية لتحرير السودان، وأصبحوا فى وضع مواجه ومتمرد على الحركة الشعبية نوعا آخر من أسباب التوتر.
ويرى الميرغنى أن هؤلاء القادة لن يخضعوا سريعا لسلطة الحركة الشعبية خاصة مع ضعف الدولة المركزية فى جنوب السودان.
وعن موقف الدولة الجديدة من الانضمام إلى جامعة الدولة العربية يرى المحلل السودانى أن اتجاه الجنوب السودانى إلى محيطه العربى سيتعطل قليلا .
أما عن مدى الانسجام بينا لدولة الجديدة ودولة شمال السودان يرى المحلل السودانى أنه بعيد المنال وإن كان الطرفان قد أشارا إليه قبل الاستقلال، مرجعا ذلك إلى وجود عدد من الخلافات والأحقاد نتيجة التجارب المريرة التى عاشها الطرفان خلال السنوات الماضية.
ويؤكد المحلل السودانى، أن السمة العامة بين الطرفين هى التوتر والمواجهة السياسية فى أغلب الأحيان.
سياسى سودانى: التوتر سيسيطر على علاقة جنوب السودان وشماله
الأحد، 10 يوليو 2011 01:52 م