تحليل: ساركوزى يرغب بتحقيق نصر عسكرى سريع ليحصد نتائجه انتخابيا

الأحد، 10 يوليو 2011 12:43 م
تحليل: ساركوزى يرغب بتحقيق نصر عسكرى سريع ليحصد نتائجه انتخابيا الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى
واشنطن (أ.ش.أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كشف "مركز الدراسات الأمريكية والعربية عن أن الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى يرغب فى تحقيق نصر عسكرى سريع فى ليبيا ليحصد نتائجه انتخابيا فى الداخل الفرنسى، ولتعزيز دور فرنسا مع أى حكم قادم فى ليبيا، والاستفادة من مخزونات الطاقة وبرامج إعادة الإعمار فى هذا البلد.

وتناول المركز فى تحليل له هذا الأسبوع تطور الأوضاع الميدانية فى ليبيا، خاصة بعد إعلان فرنسا عن إقدامها على تسليح المتمردين ضد نظام القذافى خارج نطاق مهمة حلف الناتو وقرار الأمم المتحدة 1973، وتساءل عن مدى تأثير تزويد فرنسا للمتمردين بالأسلحة فى ظل غياب التدريب القتالى عليها، مشيرا إلى أن توفر المعدات العسكرية للمتمردين لن يساعد فى حسم المعركة لأن معظم الأفراد يحتاجون إلى دورات تدريبية مكثفة قد تستغرق عدة أسابيع.

وتحت عنوان "ليبيا ومغامرة ساركوزى الخطيرة"، ذكر التحليل أن المركز توقع منذ بداية الحرب الدائرة فى ليبيا أنها ستطول، وأشار إلى أنها قد تتحول إلى نوع من المراوحة والتوازى بين قوى المتمردين والنظام، وحذر من مخاطر التدخل الدولى عبر حلف الناتو.

إلا أنه نوه بأن التطور الأخير الملفت هو إقدام فرنسا على التحرك المنفرد خارج نطاق حلف الناتو لدعم المتمردين عسكريا بعد عجز الحلف عن تحقيق حسم عسكرى، وتباطؤ إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى قيادة الحلف والانخراط فى عمل عسكرى واسع النطاق تدرك تعقيداته ومخاطره، خاصة أن تقييم استخباراتها رجح عدم انهيار سريع لنظام القذافى أو القوات العسكرية التابعة له.

كما أشار التحليل إلى ما أوردته مصادر فى العاصمة الفرنسية بشأن إلحاح ساركوزى على القادة العسكريين لتحقيق انتصار عسكرى ميدانى ينسب للفرنسيين لكى يتفاخر به فى موعد احتفالات عيد الثورة الفرنسية فى 14 يوليو الجارى.

وأشار المركز فى تحليله إلى معلومات تسربت عن العسكريين الفرنسيين تشير إلى امتعاضهم الشديد من نزوات ساركوزى النابعة عن أوهام إمبراطورية بتحقيق مهمة شبه مستحيلة، خاصة أنه يكثف من نشاط القوات الفرنسية العسكرى فى ليبيا دون إعلام حلفائه فى الناتو، فالمروحيات الفرنسية تشن غارات مكثفة، ونظمت الاستخبارات العسكرية عملية سرية أطلق عليها "جسر الرمال" لنقل قوافل الشاحنات المحملة بالأسلحة انطلاقا من النيجر.

كما لفت التحليل إلى تأكيد تقارير صحفية بأن المعونات العسكرية الفرنسية للمتمردين ترسل إلى مناطق فى جنوب طرابلس، بهدف توفير الدعم لهم ليتمكنوا من شن هجوم على العاصمة والتخلص من القذافى ونظامه، مشيرا إلى أن العتاد العسكرى الذى يتم إنزاله بالمظلات فى منطقة جبال نفوسة يشمل راجمات صواريخ ومدفعية وصواريخ مضادة للدبابات وبنادق.

وأوضح التحليل أن التقارير أفادت أيضا بأنه تم إعداد بعض المدارج لهبوط طائرات نقل عسكرية، فى الوقت الذى تشير بعض التقارير الأخرى إلى تزويد المتمردين حتى الآن بما يزيد على 40 طنا من المعدات.

ولكن التحليل أشار إلى أن توفر المعدات العسكرية للمتمردين لن يساعد فى حسم المعركة لان معظم الأفراد يحتاجون إلى دورات تدريبية مكثفة قد تستغرق أسابيع أو شهورا.

كما أشار إلى أن هذه الخطوات بالإضافة إلى معظم الأعمال العسكرية لحلف الناتو فى ليبيا تشكل انتهاكا فاضحا لقرار مجلس الأمن رقم 1973 المتعلق بحماية المدنيين، لافتا إلى أنه يبدو أن تصرف ساركوزى ينبع من خيبة أمله واقتناعه بعدم جدوى حملة الناتو، وأنه يحاول التعويض عن العجز بخوض مغامرة التصعيد المنفرد لشن ما يعتقده الهجوم الأخير لإسقاط القذافى، وقد تقوده هذه المجازفة أو المقامرة إلى المزيد من التوغل فى العمل العسكرى واستخدام القوات العسكرية الفرنسية إلى جانب المتمردين، ولفت التحليل إلى أنه قد يكون من بين حسابات ساركوزى أيضا أن إظهار الاستعداد لذلك قد يدفع بالوساطات الدولية والإقليمية إلى إحداث اختراق بالتوافق على إجراء مفاوضات لانتقال سلمى للسلطة فى ليبيا، أو تشجيع بريطانيا وأمريكا على المشاركة فى تدخل عسكرى أوسع لقواتهما يشمل القوات البرية لتحقيق الحسم العسكرى المنشود.

وحذر التحليل من أن الحالة الليبية المأساوية تمثل تكرارا معدلا للتجربة العراقية الكارثية بإقدام المعارضة على الاستنجاد بقوى خارجية للتخلص من استبداد داخلى فتحصد ارتهانا لاستبداد خارجى.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة