"نيوز أوف ذا وورلد News of The World".. اسم شهير فى صحافة الإثارة ليس فقط فى بريطانيا ولكن فى العالم أجمع، يوشك أن يخبو بعد فضيحة مدوية هزت أركان إمبراطورية هى الأكبر فى عالم الإعلام صاحبها شخص يعرفه الجميع جيداً وهو روبرت مردوخ.
وبالأمس 10 يوليو 2011، أصدرت الصحيفة البريطانية آخر عدد لها بعد 168 عاماً من النشر، وجاء المانشيت الرئيسى لصحيفة التابلويد فى عددها رقم 8674 " شكراً لكم ووداعاً". وتضمن العدد نسخة مصورة لأول افتتاحية نشرت فى الصحيفة بتاريخ الأول من أكتوبر عام 1843، واعتذرت الصحيفة أيضا عما بدر منها خلال الأعوام الأخيرة وعن تصرفات من عملوا باسمها وقالت "لقد انحرفنا عن الطريق، واخترقنا الهواتف، والصفيحة تعتذر عن هذا التصرف كله".
وبهذه العبارة يسدل الستار على تاريخ الصحيفة التى تعد من بين الأوسع انتشاراً فى بريطانيا ويتابعها ما يقرب من 7 ملايين قارئ بعدما أعلن مالكها وصاحب شركة نيو كورب التى تصدر عنها روبرت مردوخ عن قرار إغلاقها فى محاولة منه لإنقاذ سمعتها على حد وصف صحيفة واشنطن بوست الأمريكية بعد فضيحة قرصنة الهاتف التى تورط فيها العاملون بالصحيفة، وعلى رأسهم آندى كولسون، رئيس تحريرها السابق والمستشار السابق لرئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون، والذى تم إلقاء القبض عليه قبل يومين ومعه عدد آخر من العاملين ويواجه السجن لمدة 7 سنوات فى حال إدانته.
لكن القضية ربما لن تتوقف عند هذا الحد بعد إعلان رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون عن تشكيل لجنة تحقيق مستقلة برئاسة قاض حول عمليات التنصت غير القانونية التى أجرتها الصحيفة، ومن بين من تمت القرصنة عليهم عدد من مشاهير بريطانيا من فنانين وسياسيين وأعضاء فى العائلة المالكة إلى جانب القرصنة على هاتف ميلى دولير المراهقة التى اختطفت وقتلت عام 2002، حيث قام العاملون بالصحيفة بمسح رسائل من البريد الصوتى لهاتف الفتاة، مما أعطى لوالديها "أملاً زائفاً" بأنها مازالت على قيد الحياة، كما اتهموا بالقرصنة على هواتف أقرباء الجنود الذين قتلوا فى العراق وأفغانستان كما قاموا بإعطاء رشاوى لرجال شرطة مقابل الحصول على معلومات.
وقد بدأت وقائع فضيحة التنصت تتكشف فى يناير الماضى، وأدى صداها إلى إجبار كولوسن على الاستقالة من منصبه كمستشار لرئيس الوزراء، خاصة أن عمليات التنصت قد تمت فى الفترة التى تولى فيها رئاسة تحرير الصحيفة. ثم ازدادات وتضخمت الوقائع وتكشفت مزيد من التفاصيل التى أرقت عرش مردوخ، وجعلت صحيفة الإندبندنت البريطانية تقول إنه يواجه أزمة شديدة ولا مثيل لها من قبل فى المملكة المتحدة، بل إنها شبهت فى عدد السبت الماضى فضيحة نيوز أوف ذا وورلد بفضيحة ووتر جيت الأمريكية الشهيرة التى تنصف فيها الرئيس ريتشارد نيكسون على خصومه السياسيين.
ورغم الفضيحة والضرر الذى ألحقته بروبرت مردوخ، إلا أن فصل الختام فيها ربما يشهد محاولة لإصلاح هذا الضرر، حيث أعلن القائمون على "نيوز أوف ذا وورلد " أن جميع الأرباح التى ستأتى من بيع العدد الأخير التاريخى ستصرف على الأعمال الخيرية. وقد طبع 5 ملايين نسخة من العدد الأخير، مقابل 3 ملايين للأعداد التقليدية، وهو يتضمن 48 صفحة تذكارية وملاحق تذكر بأكثر الأحداث شهرة تم نشرها على صفحات الصحيفة سابقا، كوفاة الأميرة ديانا وغيرها.
بإصدار العدد الأخير من "نيوز أوف ذا وورلد".. إسدال الستار على واحدة من أوسع الصحف البريطانية انتشاراً
الأحد، 10 يوليو 2011 03:28 م
رجل الأعمال روبرت مردوخ
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة