ناشدت هيئة الأحزاب والتنظيمات السياسية فى السودان، رئاسة الجمهورية بالدعوة لعقد مؤتمر للمصالحة الوطنية لجميع السودانيين دون عزل لأحد للمشاركة فى بناء الوطن.
ورحب عبود جابر رئيس الهيئة فى تصريح صحفى اليوم، بقيام دولة جنوب السودان بناء على رغبة أهلها فى استفتاء مباشر انحازوا بموجبه لخيار تكوين دولتهم، ودعا المواطنين فى البلدين إلى تجاوز محطة الأحزان والعمل بجد وإخلاص ليسود الدولتين الأمن والاستقرار لتحقيق الأهداف المنشودة.
وطالب المسئولين بالدولتين فى الشمال والجنوب بالاعتراف بالواقع المتمثل فى الحالة الوجدانية لشعبى البلدين وترابطهما الاجتماعى والاقتصادى والثقافى، داعيا شعبى البلدين للعمل على إشاعة روح التسامح بين السودانيين فى دولتى الجنوب والشمال.
كما دعا الأحزاب السياسية بالشمال بضرورة التعاون مع بعضها البعض للخروج برؤية توافقية تضمن استمرار وديمومة السلام بالبلاد.
من جهته، أكد الدكتور ربيع أحمد القيادى البارز بالمؤتمر الوطنى تطلع دولة الشمال لإقامة علاقات متميزة مع دولة الجنوب الوليدة تقوم على حسن الجوار وتبادل المنافع المشتركة.
وقال إن انفصال الجنوب تم بإرادة أهله وإنفاذا لاتفاقية السلام الشامل "ولا نملك إلا أن تحترم الإرادة الغالبة لأهل الجنوب فى اختيارهم"، وأكد موقف الدولة الثابت من دعم الدولة الوليدة وتسخير كافة الإمكانيات لجعلها دولة قوية ومتماسكة ضمن المنظومة الدولية، وحول آثار السالبة التى سيخلفها الانفصال على الاقتصاد القومى لدولة الشمال، قال إن الدولة طرحت العديد من البدائل لتجاوز هذه المشكلة منها توجيه الدعم والموارد للقطاعات الحيوية مثل الزراعة والصناعة بجانب تكثيف حملات الاستكشاف للنفط والمعادن بالشمال وخاصة ان السودان الشمالى زاخر بهذه الموارد، وذلك بغرض تعويض الفاقد من النفط الذى كان يشكل نسبة مقدرة من موازنة الدولة، وأعرب عن أمله فى أن يكون الانفصال خيرا لشعبى البلدين لأنه جاء بالتراضى بين الشريكين.
وقد استأثر الحدث التاريخى الذى شهدته مدينة جوبا أمس، بإعلان قيام جمهورية جنوب السودان باهتمامات الإعلام السودانى، وتناول الحدث كبار كتاب المقالات والأعمدة بالصحف السودانية، التى أشارت إلى أن مراسم الإعلان عن قيام جمهورية الجنوب جرت وسط إجراءات أمنية مشددة، وبحضور نحو (35) شخصية دولية فى مقدمتهم الرئيس عمر البشير.
ولاحظت الصحف المفارقة العجيبة التى سطرها القدر بالأمس، حيث دشن قادة (السودان الجنوبى) إعلان انفصال دولتهم بشكل رسمى ومراسيمى بالقرب من مقبرة الراحل د. جون جارانج الذى كان من أشد المدافعين عن وحدة السودان على أسس جديدة، من الناحية الظاهرية على الأقل.
ونوهت بكلمة البشير أمام الحضور، والتى أكد فيها حرصه على السلام ، ومطالبته المجتمع الدولى بالوفاء بالتزاماته تجاه شمال السودان وجنوبه، ودعوته للرئيس الأمريكى باراك أوباما بأن يفى بإلتزامه الذى أعلنه برفع العقوبات الأحادية عن السودان، وإثبات المصداقية والشفافية فى التعامل الدولى.
كما أشار الإعلام السودانى إلى أن علم السودان تم رفعه على سفارة السودان بجوبا كأول علم يرفع على سفارة دولة بجوبا، عقب افتتاح مقر السفارة مساء أمس، وتحدثت مصادر عن مشاورات متصلة تجرى حاليا بين الرئيس البشير وعلى كرتى وزير الخارجية بشأن اختيار سفير بمواصفات خاصة لدولة الجنوب، ورجحت المصادر أن يكون سفير السودان بجوبا سياسيا بجانب إلمامة بالنواحى الدبلوماسية، وأن يكون أحد مهندسى اتفاق نيفاشا الخيار الأبرز لتولى مهمة رئاسة بعثة السودان بجوبا.
وتوقعت هذه المصادر أن تكون العلاقات بين الخرطوم وجوبا سياسية أكثر منها دبلوماسية، فيما رجحت المصادر أن يكون أحد مهندسى إتفاق نيفاشا الخيار الأبرز لتولى مهمة رئاسة بعثة السودان بجوبا.
وأشارت الصحف إلى أن هناك ترتيبات اقتصادية جديدة بين حكومتى الشمال والجنوب بعد 9 يوليو لتقليل آثار الانفصال فيما يتعلق بحسم تصدير نفط الجنوب عبر أنابيب الشمال.
ونوهت إلى تصريحات مريال أواو يول وزير الدولة بالمالية السابق بأن عملية الانفصال لا تمثل هاجسا فى المسائل الاقتصادية الموقعة بين الدولتين وتعتبر مسألة سياسية بحتة، وأن هناك أسس تعاون اقتصادية متفقا عليها تتعلق بتجارة الحدود ونقل البضائع ، فضلا عن حركة النقل النهرى للبواخر من ميناء كوستى إلى جوبا.
كما أشار مريال إلى أن هناك مباحثات مشتركة تجرى فى أديس أبابا حول قسمة الثروة لتوفير ضمانات سياسية لتنفيذ البنود المدرجة فى الاتفاقية من القيادة العليا.
ومن جهته أكد فيصل حماد وزير الدولة السودانى بالنقل استقرار أوضاع نقل الجنوبيين لدولتهم خلال الفترة الحالية، وقال إن حكومة الشمال وَقّعت اتفاقا إطاريا فى مفاوضات أديس أبابا الأخيرة لترتيب أوضاع النقل بين الدولتين، أما شيخ الدين محمد عبد الله الأمين العام لغرف النقل الجوى فقد أكد فى تصريح صحفى استمرار حركة الطيران بين شمال وجنوب السودان فى جميع الأحوال سواء كان سفرا لدولة أخرى أو كولايات قديما.
الأحزاب السودانية تدعو لعقد مؤتمر للمصالحة الوطنية
الأحد، 10 يوليو 2011 02:32 م
الرئيس السودانى عمر البشير
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة