الكثير منا هلل وصفق واستبشر خيرا بفوز أوباما للانتخابات الأمريكية، وهذا نتاج عاطفية مشاعرنا أو انسياقنا وراء حلم أنه قد يكون مختلفا عن سابقيه، وازداد إفراطنا فى التفاؤل بزيارته لمصر وإلقائه لخطابه الشهير بجامعه القاهرة، وعقلانيا لا أعرف مصدر هذا التفاؤل أو ما يبرره، ربما لأنه أول رئيس أمريكى من أصول أفريقية لانحداره من أسرة متوسطة الحال أم لأنه كما يقال من أب مسلم؟؟ فإننى فعلا لا أجد ما يبرر هذه العاطفة الجياشة تجاهه أو الإفراط بالتفاؤل بتواجده، والآن ألم يئن الأوان بعد قرب انتهاء فترة رئاسته أن نتعلم أنه يجب أن لا نعول على غيرنا أن يمد لنا يد المساعدة أو يأخذوا بأيدينا لننهض، أعتقد الآن اتضحت الرؤيا لمعرفه ماهية أمريكا وما تلعبه معنا كشعوب عالم ثالث كما يسموننا وكشفت عن حقيقتها من خلال مواقفها منذ بداية الثورة حتى الآن وتجلى هذا الموقف بمنتهى الوضوح خلال تعاملها بضبابيه منذ بداية ثورة يناير وصمتها وانتظارها حتى يتبين لمن الغلبة لعميلها أم للشعب حتى تعرب عن دعمها له وتلاحظ هذا تحديدا من يوم 25 حتى 28 وانقلبت على حليفها عندما أيقنت أنه أصبح حصان خاسر لا يجب الرهان عليه وأخذت قرارها بالوقوف بصف الغالب كعادتها ولم تضيع وقت بل بدأت هى ورجالاتها بإطلاق التصريحات العنترية والوعود البراقة لالتزامهم بدعمنا وأوهموا الجميع أو توهموا أنهم أقنعونا بدعمهم لنا بكافة النواح اقتصادية سياسية علمية، وما كانت هذه إلا مجرد فقاعات هوائيه ليس إلا ولم تتخذ أى إجراءات عمليه على أرض الواقع كإسقاطها للديون المستحقة علينا أو توقيع اتفاقية تجارة حرة أو أى دعم علمى أو تكنولوجى صناعى، ولكن صبوا جل اهتمامهم على الدعم السياسى بما يتوافق مع أهوائهم ويتماشى مع إستراتيجيتهم بالمنطقة ومحاولة احتوائنا سياسيا لكى ندور بفلكهم
ومخططهم الاستراتيجى بما لا يؤثر على مصالحهم بالمنطقة وظهر هذا الاحتواء السياسى بدعمهم لمنظمات المجتمع المدنى ماديا وسياسيا وبالفعل طالبت العديد من المنظمات المدنية بمعونات أمريكية، ولم تيأس أمريكا من تكرار وعودها وعهودها رغم علمها من خلال تقرير(مركز جالوب) التابع لها أن ثلثى المصريين قلقين من التدخل الأمريكى بمصر وان 81%منهم يرفضون المعونات الأمريكية لعلمهم بما سوف يعقبها من إملاءات واشتراطات يجب الاستجابة لها، بل وقامت بإرسال اثنين من أقوى رجالاتها بالكونجرس وهما جون ماكين الجمهورى وجون كيرى الديمقراطى وقيامهما بزيارة للتحرير وللبورصة المصرية وكلاهما أدلى بتصريحاته أن كيرى سيقوم بالذهاب لقطر ولقاء الشيخ حمد الأسبوع القادم لإقناعه بوجوب دعم الاقتصاد المصرى ولكأننا ننتظر وساطة كيرى لدى قطر لدعمنا؟من خلال هذه الضبابية الكلامية يجول بخاطر كلا منا العديد من الأسئلة هل كون مصر دولة ديمقراطية قوية يصب فى مصلحه أمريكا سياسيا واقتصاديا؟؟ هل استقلال مصر سياسيا واقتصاديا يصب باتجاه المصالح الأمريكية بالمنطقة؟؟هل قيام مصر بدور ريادى بالمنطقة يصب بمصلحه أمريكا أم يعرقل المصالح الإسرائيلية الأمريكية؟؟ لو استطعنا الإجابة على هذه الأسئلة لأيقنا ماهية أمريكا؟؟
جامعه القاهرة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
sara
العاطفه و الاعتماد على النفس
عدد الردود 0
بواسطة:
اللجنه الشعبيه للخقوق السياسيه
مقال رائع جدا أستاذ وليد
عدد الردود 0
بواسطة:
مقال رائع جدا أستاذ وائل (واسف علي الخطأ الغير مقصود ) إنت عارف الإجهاد
اللجنه الشعبيه للحقوق السياسيه
عدد الردود 0
بواسطة:
عبد الرحيم المغربي
ما حك جلدك مثل ظفرك
عدد الردود 0
بواسطة:
عبداللطيف أحمد فؤاد
اللى تنظر المساعدة المجانية يبقى اهبل
عدد الردود 0
بواسطة:
راضى محمود جوده
لماذا تتدخل امريكا فى اداره شئون بلاد نا
لا للتدخل الامريكى فى الشئون المصريه