** انتهت مباراة القمة بين قطبى الكرة المصرية (الزمالك والأهلى) بالتعادل الإيجابي2/2، وهى التى أطلق عليها النقاد (قمة الثورة)، نظرا لكونها أول مباراة قمة تقام عقب ثورة يناير، وحفلت نهاية المباراة وبالتحديد بعد إدراك الأهلى التعادل عن طريق لاعبه سيئ الأخلاق دومينيك دى سلفا، بأحداث مؤسفة شاهدها العالم كله، وكان الشكل العام مخجلا ومخيفا، وعلى الرغم من تأمين الشرطة والجيش المباراة بشكل كبير إلا أن الجماهير استخدمت كل الأسلحة من سباب لا يليق وإلقاء الحجارة والزجاجات الفارغة وكأنها معركة حربية "شديدة الوطيس"، وكان الخروج عن النص واضح من كل الأطراف، ولم يقتصر الأمر على التوأمين فقط، ولكن خرج أكثر من لاعب عن النص، ورأينا تشابكا بالأيدى وعراكا بين اللاعبين لم نشاهده من قبل داخل وخارج الملعب، وسوف تجد لجنة المسابقات صعوبة بالغة فى تحديد العقوبات، لأن الجميع يستحق العقاب، ولولا العناية الإلهية لحدثت كارثة فى ملعب القاهرة، ولكن الله سلم، ولذلك لابد أن تكون عقوبات اتحاد الكرة رادعة، ولابد من وضع شروط قاسية لتكبيل كل من تسول له نفسه بالخروج عن النص، وستكون أمام اتحاد الكرة فرصة كبير لمراجعته اللوائح العقيمة التى عفى عليها الزمن، فما يمنع من وضع تجارب الدول التى تطبق النظام الاحترافى نصب أعيننا وأتمنى، أن يحدث ذلك بعد رحيل مجلس الاتحاد الحالى.
** التخبط والعشوائية مازالت تحاصرنا فى كل القرارات والأمثلة، على ذلك كثيرة وواضحة وضوح الشمس بل أحيانا تكون "حاجة تكسف" أمام العالم وليس هناك مثال، أوضح مثلما حدث قبل لقاء (الزمالك والأهلى)، إذا أعلن رئيس الاتحاد سمير زاهر فى الصباح عن تأجيل القمة إلى أجل غير مسمى، لدواعى وظروف أمنية متعلقة بأحداث الشغب التى قام بها مجموعة من الخارجين على القانون فى ميدان التحرير، ثم هبطت البورصة بعدها بشكل مفاجئ، ومن وجهة نظرى المتواضعة لم تكن أحداث فى التحرير هى السبب الرئيسى فى هبوط التعاملات المالية ولكنه الجدل الذى سبق لقاء القمة، ما بين الإقامة والتأجيل هو السبب المباشر لهبوط البورصة، لأن الأمن مرتبطا ارتباطا وثيقا بالاقتصاد وكل خبراء الاقتصاد يعرفون ذلك، ودائما ما تكون الممارسات الرياضية هى عنوان الأمن وتأجيل لقاء مثل الزمالك والأهلى، الذى يعد من أهم "كلاسيكيات" العالم ويشاهده الملايين، لابد وأن ينتج عنه اهتزاز كبير فى الاقتصاد، ولذلك لابد أن نحاسب من يعبث بأمن مصر، ومن يتخذون قرارات عشوائية تضعف مصر لابد وأن نتخلص منهم، حتى نخرج من الجو العشوائى المرتبك الذى يحيط بنا فى كل المجالات.
** فى النهاية أقول، إذا كانت الثورة تخلق هذا الجو الأسود (حالك السوداء) والحرية غير المسئولة تتحول إلى الشكل الدرامى الذى نراه كل يوم فى مصر، فأهلا بالدكتاتورية والحكم الشمولى، لأن الأمن لا يمكن بأى حال من الأحوال أن يتواجد فى ظل التراخى الواضح والضعف الحكومى والأمنى، والعيش فى ظل حكومية فاشية تمسك بزمام الأمور أفضل بكثير من العيش فى ظل حكومة مرتعشة ضعيفة، لا تستطيع اتخاذ قرار وتترك الحبل على الغارب إلى البلطجة والخارجين على القانون، والأغرب أن يتحول البلطجية إلى ثوار ويتحول المجرمين إلى شهداء.
إلى متى تنتظر الحكومة ؟.. هل إلى أن نعود إلى نقطة الصفر التى أظن أننا اقتربنا منها كثيرا، عقب أحداث منتصف الليل بالتحرير، الذى شاهده العالم كله على الهواء، عندما خرج البلطجية من جحورهم مستغلين تكريم من مؤسسة مجهولة الهوية لشهداء لا نعرفهم، وكأنه سيناريو فيلم عربى "محبوك" بدقة عقب حل مجالس الفساد المحلية، وضياع ما تبقى من سلطة ونفوذ وسيطرة رجال الحزب الوطنى المنحل، الذين كانوا على سدة الحكم فى تلك المجالس، ولذلك كان انتقامهم شديدا ومهما تحدث الإعلام عن أن هؤلاء متظاهرين يطالبون بحقوقهم أقول لهم إن الأيام سوف تكشف الكثير من الحقائق، وإن من دبر وفكر ونفذ هم البلطجية الذين ينتشرون فى ربوع مصر، ولن نستطيع التخلص منهم، إلا بإحكام القانون وتغليظ العقوبات وعلى أية حال.. عقب التخلص وبتر عضو فاسد من النظام السابق سنرى مشاهد مماثلة من تدمير للبلاد، وخلق جو من الرعب بين الناس بعد أن ظننا أن مصر وضعت قدمها على الطريق الصحيح، ولذلك أقول إنه لابد من تدخل قوى مؤثرة وبحزم للضرب بيد من حديد مثل القوات المسلحة ضد كل من يحاول خرق القانون، وإفساد النظام العام لأن مصر كبيرة، ولا يليق بها أن تتحول من بلد الأمن والأمان إلى بلد الترويع والخوف.
محمد فتحى البهسمونى يكتب: شغب القمة والتحرير فى رقبة حكومة الأيادى المرتعشة
الجمعة، 01 يوليو 2011 12:20 ص