كل الجرائم التى ارتكبتها إسرائيل وترتكبها فى حق العرب، مازالت لا تعترف بها، فهى التى قامت باحتلال الأراضى العربية الفلسطينية وأجزاء من سوريا ولبنان، وقامت عبر العصور بقتل وتهجير العرب والاعتداء على الأطفال والشيوخ والأراضى والمنازل، ومازالت تمارس أساليبها الوحشية مع أهالى غزة العزل، وأخيرا أظهرت إسرائيل براعتها فى زرع نار الفتنة داخل البلدان العربية للنيل من وحدتها وإضعافها حتى تكون فريسة سهلة للمستعمر المتأهب، والسبب بديهى ومعروف لمن يقرأ التاريخ، فما زال الحلم يراودهم بإقامة دولة إسرائيل العظمى التى تمتد من النيل إلى الفرات، فقد بلغ بهم الفجور بإرسال جواسيس إلى مصر منذ اندلاع ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011 حتى يشعلوا نار وفتيل الفتنة بين المسلمين والأقباط، ليس هذا فحسب وإنما نعلم جيدا أنها تسعى لتقسيم المصريين بواسطة الثورة المضادة بعد أن تمكنت من هدم العراق وتقسيم السودان، ولأنها تخشى نتائج ثورة المصريين فأنها تحاول إحباط إنجازات هذه الثورة بكل الطرق والحيل، لأنها وبمنتهى البساطة المستفيد الوحيد من الثورات المضادة فى مصر، والجميع يدرك بعد انكشاف كل الحقائق فى أعقاب ثورة مصر الطاهرة أن الرئيس السابق حسنى مبارك كان يمثل لإسرائيل كنزاً، لأنه كان يخدم مصالح إسرائيل، لكن كل هذه المسائل تغيرت بعد ثورة 25 يناير.
إن السفير الإسرائيلى فى القاهرة يتسحاق لفنون يتابع كل التصريحات من قبل المسئولين فى مصر، ويقدم بها تقريراً إلى الخارجية الإسرائيلية لاتخاذ موقف! بالإضافة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو الذى صرح خلال لقائه بسفير الاتحاد الأوروبى أنه قلق من السياسية المصرية بعد تنحى الرئيس السابق حسنى مبارك، وأؤكد أن إسرائيل لن تنال من وحدة مصر ولن تفرق بين المصريين، فكلنا دروع بشرية وكلنا سيوف حادة عند الضرورة، فإذا أرادت سلاما فسوف نجنح للسلام، وإذا أرادت غير ذلك فلها ما أرادت، ولكن عليها أن تذاكر التاريخ من جديد لتعرف من تكون مصر؟ وتقرأ عن كل من حاولوا الاقتراب منها على مر التاريخ بداية من الهكسوس والتتار والمغول وغيرهم، فقد يجعلها ذلك تراجع سياستها ومواقفها نحو مصر مرة أخرى، وعلى الباغى تدور الدوائر، حفظكِ الله يامصر وحفظ شعبك وجيشك العظيم.
