موضوع بناء الجوامع والكنائس أصبح من أبرز القضايا المحورية، التى فرضت نفسها على الساحة فى الآونة الاخيرة, وتصاعد الجدل حوله بشكل لافت بعد ثورة 25 يناير.. ولا مانع من أن يحظى بناء دور العبادة بأهمية عند المسلمين والمسيحيين على السواء، خاصة فى ظل سعى كل طرف إلى الحفاظ على عقيدته الدينية, لاسيما إذا التزم كل طرف بمبدأ حرية العقيدة.
ولكن السؤال المهم الذى يطرح نفسه.. أيهما أولى.. السباق المحموم لبناء دور العبادة، أم السعى إلى تعميرها بصحيح الأديان التى تدعو إلى التسامح والعدل والمساواة وتعمير الكون؟.
تشير إحصائيات من مصادر مختلفة إلى أن عدد المساجد فى مصر يتراوح بين 77 ألفاً و100 ألف "تشمل نسبة كبيرة منها زوايا صغيرة"، فى حين تقدر الإحصائيات والمصادر عدد الكنائس فى مصر ما بين 2200 و4000 كنيسة بمساحات مختلفة للأرثوذكس، والبروتستانت، والكاثوليك.. ومن هنا يبرز الجدل حول مدى كفاية هذه الدور لعدد السكان.
وبعيدا عن مدى تغطية دور العبادة لعدد المسلمين أو الأقباط، فألاهم هو مدى الجهود المبذولة لتعميرها والتوعية بصحيح الدين، بدلاً من المفاهيم المغلوطة التى زرعت فى عقول الناس.. أما بالنسبة لعملية البناء ومدى الاحتياج، فيمكن تنظيمها عن طريق حوار مجتمعى هادئ، وتشريع يقبله الطرفان مثل قانون العبادة الموحد، واتخاذ الحكومة إجراءات واضحة وحاسمة فى هذا الإطار.
وأرى أن فتح الكنائس المغلقة سيعطى نموذجاً عملياً ببدء عهد جديد وبناء جسور ثقة بين الدولة والأقباط فى مصر بعد الثورة.. وفى المقابل على الدولة أيضا إعطاء مساحات أوسع لعلماء الأزهر ودعاة الوسطية من التيارات الإسلامية المختلفة، لكى يمارسوا الدعوة الإسلامية من منطلق الفهم الصحيح من على منابر الجوامع، بعد أن احتكرها أئمة "لا يرون إلا ما يرى الحاكم ولا يسمعون لا ما يسمعه" لأكثر من 30 سنة.
وإذا اتفقنا أن الأهم من بناء دور العبادة هو تعميرها، فهناك سؤال آخر يطرح نفسه بقوة.. هل نحن بحاجة أكثر إلى "خناقة" على بناء الجوامع والكنائس.. أم إلى "خناقة" لبناء مصانع ومدارس؟.. من وجهة نظرى إننا بدون تعليم متميز واقتصاد قوى لن تكون هناك فائدة من الصراع على بناء دور العبادة.. وإذا نجح البعض فى سباق البناء لن يجدوا أمامهم إلا مجموعة من الفقراء والمتخلفين والجهلة لن يعمروا هذه الدور.
صديقى الجميل الصحفى على زلط.. وجه صرخة عارمة على الفيس بوك بعد أن تصاعدت حدة الصراع الطائفى قائلا: "مش محتاجين جوامع وكنايس.. محتاجين مصانع ومدارس".
فقلت له: "نحن نحتاج إلى الاثنين معا، ولكن أتفق معك فى أن الأولوية الآن لبناء الاقتصاد وتقوية منظومة التعليم وزيادة الوعى والتثقيف، حتى ننهض بوطننا الحبيب لكى يصبح فى مصاف الدول المتقدمة.. حينها سنفخر أكثر بالمآذن والأجراس".
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
انا ونفسي وبس
تمام يا محترم
عدد الردود 0
بواسطة:
جو المصرى
فعلا
عدد الردود 0
بواسطة:
الشاعرماهرمهران
لاتعليق
عدد الردود 0
بواسطة:
بحب بلدي
بحب بلدي
عدد الردود 0
بواسطة:
عصام سامي
بناء العقول اولا قبل الجوامع و الكنائس
عدد الردود 0
بواسطة:
طارق خطاب
تحيا مصر الانتاج