يصف البعض الثورة اليمنية بـ"الثورة الرومانسية" وذلك للجوء معظم الأسر اليمنية إلى استخدام الشموع كبديل عن الكهرباء التى تنقطع بشكل مستمر منذ بداية الثورة فى فبراير الماضى بسبب الأعمال التخريبية التى تعرضت لها محطة الكهرباء الغازية فى محافظة مأرب.
وقدر خبراء اقتصاديون حجم استهلاك اليمنيين من الشموع بنحو 500 مليون دولار منذ اندلاع الاحتجاجات المطالبة بإسقاط الرئيس على صالح ومحاكمة رؤوس نظامه.
وقال خبير اقتصادى حكومى لقناة "العربية"، إن هذا الرقم تقديرى وربما الرقم الحقيقى أكبر من ذلك قياسا بخمسة ملايين عائلة يمنية تستهلك الواحدة منها 5 شمعات كحد أدنى فى الليلة الواحدة وفى ظل ارتفاع جنونى لأسعار الشمع التى وصلت إلى ربع دولار للشمعة الواحدة ذات الجودة المتدنية، حيث أن الأنواع الجيدة قيمتها أكبر بكثير.
وأشار إلى أن أزمة الكهرباء باتت واحدة من أبرز تداعيات الأزمة الراهنة، مضيفا أن البلد مقبل على أزمة شموع فى ظل الاستهلاك الجنونى لهذه المادة مع غياب البدائل الأخرى.
وبحسب حكايات طريفة يرويها اليمنيون فإنه ووفقا لتصنيفات البلدان المصدرة للشمع تعد اليمن "البلد الرومانسى الأول فى العالم".
ويقول الباحث اليمنى كامل محمد، إن "الشمع لم يكن وسيلة إضاءة بديلة بالنسبة لليمنيين وإنما كان له مفهوم روحى أو كهنوتى، حيث يشتريه الناس لتقديمه لمن يقومون على شئون أضرحة ومزارات الأولياء والصالحين وذلك كسراج تضاء به تلك الأضرحة، وهو نوع من التبرك والمعتقدات الدينية الخاطئة".
ويقول الكاتب والصحفى معين النجرى، إنه "يسكن فى حى بشمال العاصمة صنعاء لا يرى الكهرباء إلا لمدة 5 دقائق فقط بعد صلاة المغرب، نستطيع خلالها البحث عن مكان الشمع والولاعة ونرتب أمورنا مع باقى الأشياء التى لها علاقة بما بعد الكهرباء، ثم إن غياب الكهرباء أخرج لنا مواهب من اليمنيين الذين تفننوا فى صناعة الشمع, ليظهر فى السوق شمع يمنى، صحيح أنه هزيل بالمقارنة مع المستورد لكنه فى النهاية صنع فى بلدى".
ثورة الشموع فى اليمن تجعلها البلد الرومانسى الأول فى العالم
الجمعة، 01 يوليو 2011 05:07 م
جانب من الثورة اليمنية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
عبده
الشموع والكهرباء