د.حمزة زوبع

المستبدون الجدد!

الجمعة، 01 يوليو 2011 09:46 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بات واضحا لكل ذى عينين أن الثورة المصرية المباركة تواجه تحديات داخلية جمة وأن هذه التحديات ليست نابعة من فكرة التباين السياسى حول ماذا يكون أولا الدستور أم الانتخابات البرلمانية بل نابعة من شعور بالظلم والمرارة ومحاولة البعض تضييق الخناق على من قدموا دماء ذويهم غالية حتى لا يصلوا إلى غاياتهم المشروعة وتقديم المجرمين إلى العدالة.

هناك فى السلطة المصرية فريقان يبدو أن الثورة ليست على مزاجهما أو على مقاسهما، الأول تيار سياسى يرى أن الثورة تصب فى خانة الإخوان والإسلاميين لذا فهو يعارضها فكرا وسياسة، ويرى أن ذلك هو عين الصواب لأن وصول الإخوان- الإسلاميين من وجهة نظره لا يجوز "ديمقراطيا"، بينما هو "حلال" له ولغيره من التيارات الأخرى.

والفريق الثانى هو فريق تنفيذى وأعنى به الشرطة وكنت قد دافعت عن الشرطة بعد الثورة وتمنيت منحها فرصة لكى تكون "صديقة للشعب" ولكن يبدو لى أن تيار التسلط والاستبداد هو التيار السائد أو الثقافة الفوقية لا تزال تعمل عملها فى هذا الجهاز الخطير.
لقد كتب الأستاذ فهمى هويدى حول هذه القضية وذكر أن تسعة وتسعين مركز بوليس تم إحراقها، ولم تعد للعمل منذ ذلك الحين، وتساءل عن السبب فى عدم ترميمها وإعادتها للعمل مرة أخرى؟

وأضيف أن الجيش المصرى الذى قام بإعادة ترميم عدة كنائس فى وقت قياسى كان و لا يزال -بمقدوره أن يكرر نفس التجربة وأن يعيد الشرطة الى مراكزها معززة مكرمة ولكن السؤال الكبير هو لماذا لم يتم ذلك؟
لماذا لم تقم الشرطة بتوفير ميزانية للترميم وإعادة التشغيل؟
ولماذا لم تقم القوات المسلحة وجهازها الإنشائى العظيم بعمل ذلك؟

فى تصورى أن الشرطة كجهاز لا يزال يتحكم فيه عقليات قديمة وهى مصابة بداء العظمة ويجب عليها أن تفهم أو تجد من يفهمها أن الأوضاع قد تغيرت وأن الشعب المصرى وكمال قال البرادعى لن يضرب على قفاه مرة أخرى.

على مدار ثلاثين عاما نشأ جيل من الضباط لا يقيمون للشعب وزنا ويعتقدون أن الثورة التى قامت إنما قامت على كل شىء إلا "الشرطة"، بل يغالى البعض حين يتصور أن الشعب قادر على مواجهة كل القوى "إلا الشرطة" ويزيد المتطرفون فى جهاز الشرطة غلوا حين يتصورون أن غيابهم عن العمل وانتشار الفوضى يعنى أن الشعب سيسلمهم "قفاه" مرة أخرى وهذا وهم كبير وتطرف فكرى لا نظير له.

أزعم أن يد السلطة التنفيذية مغلولة فى التعامل مع ما أسميه "تمرد" بعض قيادات الشرطة على السلطة وتطاولها على الشعب، وأشعر أن وزير الداخلية قد فوجئ بحجم التربيطات والتظبيطات والرغبة فى الانتقام من الشعب الذى لم يبادل هؤلاء المتطرفين تطرفا بتطرف ولا عداوة بعداوة بمودة ومحبة رغبة منهم فى طى صفحة الماضى ولكن يبدو أنهم فهموا الرسالة بطريقة خاطئة.

الفريقان المعارضان لسلطة الشعب رغم أنهم فى قلب السلطة التنفيذية ينسقان ويعملان جنبا إلى جنب، فريق يستخدم مقدرات الدولة لتسيير برامج ومؤتمرات للانقلاب على قرار الشعب، وفريق آخر يستغل حاجة الناس إلى الأمن ليفاوضهم على كرامته.. كلاهما سيمضى غير مأسوف عليه.

وأدعو الفريقين- المتحالفين سرا- إلى التفكير فى العودة إلى صف الشعب، وتشغيل مراكز الشراكة، ونسيان فكرة الاستعلاء والاستكبار سواء فكرا أو تطبيقا.. فلا شىء أكبر بعد الله من هذا الشعب، ولقد عملنا التاريخ –قبل شهور – أن هذا الشعب ليس بهزيل ولا عويل، إنما هو شعب عزيز، وكريم وقوى متين.

آخر السطر على ما أذكر أن الثورة قامت ضد الاستبداد بكل أنواعه ولكن هذه الثورة أنجبت لنا "مستبدين جدد" داخل مقر الحكومة!







مشاركة




التعليقات 7

عدد الردود 0

بواسطة:

د. تامر

النخبة !!!

عدد الردود 0

بواسطة:

واحد من المسلمين

مقال رائع

عدد الردود 0

بواسطة:

حازم الهوارى

الدكتاتريون الجدد

عدد الردود 0

بواسطة:

i love egypt

شباب بلا خبره سياسيه تحولت بالنسبه لهم الاعتصامات والمظاهرات الى حفلات سمر وخيام...

عدد الردود 0

بواسطة:

فارس

مقال رائع

تحياتي كاتب المقال

عدد الردود 0

بواسطة:

Hany Al-Shrief

أحسنت وأبدعت

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود

مقال رائع ولكن ....

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة