قالت الكاتبة سلوى بكر إن الهدف الأساسى من وضع الدستور الذى أعدته اللجنة الشعبية هو تجنب ويلات الفساد السياسى التى عانى منها الشعب المصرى أكثر من ثلاثين عاما، مؤكدة أنه مازال هذا الدستور مجرد مقترح.
وأوضحت بكر خلال الندوة التى عُقدت مساء أمس بورشة الزيتون لمناقشة اللجنة الشعبية للدستور المصرى، أن الشعب لم يتوقف عن ممارسة العمل السياسى، وكل وجهة نظر كان يتم طرحها حتى فى العهد البائد تعد رؤية معينة لمادة من مواد الدستور.
ومن جانبه أكد الدكتور سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع السياسى فى الحديث عن الدساتير العالمية القديمة وكيفية صياغتها، مشيرا إلى أن الشعوب العربية لم تشهد التعامل بالدساتير إلا فى عام 1861 فى تونس ومن بعدها مصر فى عهد الخديو توفيق، مؤكدا أن العمل بدستور 71 كان مجمدا وذلك بفعل قانون الطوارئ، قائلا إن الشعوب العربية دائما لا تحترم القوانين سواء من النخب أو العامة.
أما محمود عبد الرحيم- أحد مؤسسى اللجنة الشعبية للدستور-فأشار إلى أن اللجنة ركزت بشكل أساسى على تقليص صلاحيات الرئيس، لتجفيف منابع الدكتاتورية، ورأت اللجنة أن يكون النظام مختلط حتى لا يتم استبدال ديكتاتورية رئيس الجمهورية بدكتاتورية رئيس الوزراء.
وأشار عبد الرحيم إلى أن اللجنة الشعبية رفضت بشدة أى تمويل خارجى أو داخلى للانتخابات، على الرغم من أن اللجنة تلقت عروضا كثيرة من مؤسسات وجمعيات مجتمع مدنى أمريكية وكندية، مؤكدا أن التمويل يفسد أى عمل وطنى وهذا ما رفضته اللجنة تماما.
وأوضح عبد الرحيم أن اللجنة أقرت أن يكون الإسلام دين غالبية الشعب وليس دين الدولة، وأن يكون مصدر من مصادر التشريع وليس المصدر الرئيسى للتشريع.
وتعليقا على هذه الجزئية احتدم الجدل بين أحد الحضور ومحمود عبد الرحيم حيث اختلفا فى الرأى، حيث كان يرفض الأول فكرة أن الدين الإسلامى دين غالبية الشعب فقط، مؤكدا أنه لا بد وأن يكون دين الدولة، فيما اعتبر عبد الرحيم هذا الرأى تشويها للدستور وقاطعه أثناء حديثه ورفض تعليقه، مما دفع الشاعر شعبان يوسف لأن ينسحب من إدارة الندوة اعتراضا على طريقة الحوار غير المنظمة، قائلا إن هذه المرة ستكون الأخيرة للتعاون مع اللجنة، بسبب سوء لغة الحوار بين الحضور.
وأبدت إحدى الحاضرات أيضا اعتراضها على بعض مواد الدستور، لافتة إلى أنها مكررة ومفصلة بشكل وصفته بالممل، كما أشارت إلى أن من وضع الدستور الشعبى أشخاص هم أيضا من النخبة والمثقفين، متسائلة كيف تطلقون على أنفسكم لجنة شعبية؟، مشيرة إلى أن الدول الأوربية عندما قامت بها الثورات قام صناع الأحذية والدباغون والحرفيون بوضع الدستور وليس رجال القانون والمثقفون.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة