العالم العربى يثور فى ذكرى وفاة مؤرخ الثورة الفرنسية

الخميس، 09 يونيو 2011 06:17 م
العالم العربى يثور فى ذكرى وفاة مؤرخ الثورة الفرنسية الأديب البريطانى تشارلز ديكنز مؤرخ الثورة الفرنسية
كتبت هدى زكريا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى الوقت الذى يشهد فيه العالم العربى الآن موجة من الثورات المطالبة بإسقاط الأنظمة الحاكمة والقضاء على الفساد والاستبداد، وفى ظل استعانة القادة السياسيين والمفكرين المصريين بالثورة الفرنسية نموذجاً بعد نجاح ثورة 25 يناير، جاءت ذكرى وفاة الأديب البريطانى تشارلز ديكنز مؤرخ الثورة الفرنسية، وأول من دافع عن حق المرأة فى مشاركة الرجل صناعة الحضارة داخل مجتمعاتها العربية والغربية على حد سواء، من خلال عبارته الشهيرة "المرأة أساس المدينة والحضارة والعمران وإن لم يعترف بذلك الرجال. ولذلك دع الرجل يقول ما يشاء ولتفعل المرأة ما تشاء".

141 عاما مرت على وفاة صاحب الأثنتى عشر رواية، ومؤلف أولفير تويست ودافيد كوبرفيلد وقصة مدينتين، والتى تعد العمل الأشهر له وبيع منها ما يقرب من 200 مليون نسخة، وقدمها ديكنز عام 1859 لتؤرخ لفترة قيام الثورة الفرنسية وكيفية اطاحتها بالملكية.

وتعد هذه الرواية من أعظم الروايات التى تناولت الثورة الفرنسية وقربت من خلال أحداثها إرهاصات الثورة الفرنسية والأحداث التى عقبتها، وهى تصور الحالة السيئة التى كان عليها الفلاحون الفرنسيون تحت القمع من قبل الأرستقراطية الفرنسية، فى السنوات التى سبقت الثورة، إضافة للأعمال الوحشية التى قام بها الثوار تجاه الأرستقراطيين السابقين فى السنوات الأولى من الثورة، ولقد تتبعت قصة مدينتين حياة العديد من الزعماء خلال تلك الأحداث، وأبرزهم تشارلز درناى، وهو فرنسى وكان يوما أرستقراطيا ووقع ضحية للغضب الغير مميز من الثورة بالرغم من طبيعته الفاضلة، وسيدنى كرتون المحامى البريطانى الفاسق الذى يسعى للتحرر من حياته الضائعة بسبب حبه لزوجة دارناى، لوسى مانيت.

تميَّز أسلوب ديكنز المولود عام 1812 بلاند بورت بروتسى جنوب إنجلترا بالدُّعابة البارعة والسخرية اللاذعة، حيث صوَّر جانباً من حياة الفقراء، وربما كان هذا نابعا من طفولته البائسة التى عاشها، حيث كان يعمل والده فى وظيفة متواضعة ويعول أسرته كبيرة العدد لهذا مما دفعه للسلف والدين ولم يستطع السداد فدخل السجن، واضطر ديكنز لترك المدرسة وهو صغير وألحقه أهله بعمل شاق بأجر قليل حتى يشارك فى نفقة الأسرة، وكانت تجارب هذه الطفولة التعسة ذات تأثير فى نفسه فتركت انطباعات إنسانية عميقة فى حسه انعكست بالتالى على أعماله فيما بعد.

دخل ديكنز لعالم الأدب من خلال عمله كمراسل صحفى وهو فى سن العشرين عندما تمكنت أسرته من الحاقه بأحدى المدارس ليكمل تعليمه، وظل ديكنز على حاله هذا لا يهتم بالاجر الذى يتقاضاه متفانيا فى عمله الصحفى الذى كان له بمثابة أولى خطواته لتحقيق أحلامه واتاح له الفرصة لتأمل أحوال الناس على مختلف مستوياتهم الاجتماعية والأخلاقية ليخرج من خلالها بالعديد من التجارب الإنسانية التى وسعت آفاقه ومداركه الأدبية والحياتية.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة