أحمد بدر نصار يكتب.. كيف كان ينام هذا النظام؟

الخميس، 09 يونيو 2011 06:55 م
أحمد بدر نصار يكتب.. كيف كان ينام هذا النظام؟ الرئيس السابق مبارك

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما قام به شباب مصر يعد معجزة كمعجزة عودة الإنسان إلى الحياة بعد أن فارقها، هكذا كتب أحد الكتاب الإسرائيليين عن الثورة المصرية.. هذه جملة من حق الكاتب أن يقولها علنى وبوضوح لأن إسرائيل ظلت طوال فترة النظام الذى سحق بإرادة شعبية يوم 25 يناير تعمل عن بعد وعن قرب ومن خلف الستار على تدمير وتغييب الشباب المصرى عن كل شىء عن التعليم عن السياسة عن الدين عن الأخلاق عن المبادئ، كان مخطط إسرائيل وكان يعرف النظام ذلك جيدا تدمير الشباب والشعب المصرى حتى لا تقوم له قومة، لا أدرى كيف كان ينام هذا النظام وهو يدمر مصر بهذه الطريقة الوحشية، وكأنه يحكم شعبا قد احتله وليس شعبه الذى اختاره كما روج لنا.. هل النظام كان يعى أنه يحكم شعبا ولد وعاش على أرضه؟ كيف كان ينام النظام والشعب يموت جوعا ومنتحرا وحزنا ومكتئبا وهم ينهبون أموال الشعب علنا وبجبروت لم يشهده نظام من قبل فى مصر؟ كيف كان ينام هذا النظام وكل يوم يموت طفل على باب مستشفى، لأن أسرته لا تمتلك حق العلاج؟

كيف كان ينام هذا النظام وأسرة تفكك وتنهار لأن رب الأسرة عاجز عن توفير 50 جنيها لإطعام أولاده الصغار؟ وأحد رجال النظام يرتدى ساعة ثمنها نصف مليون جنيه ويرتدى بدلة ثمنها 30 ألف جنيه، رحم الله الفاروق عمر الذى كان يرتدى ثوبا به 18 رقعة وهو يحكم دولا كثيرة..

كيف كان ينام النظام والفقر يقتل فى المصريين وينتهك كرامتهم؟ كيف كان ينام هذا النظام وهناك سيدة باعت نفسها بسبب الفقر؟ كيف كان ينام النظام وأمهات يبعن أطفالهن لأنهن عجزن عن العثور على ثمن علبة اللبن؟ كيف كان ينام النظام وهم يعيشون فى قمة النعيم والشعب ينتحر من الجوع ورب الأسرة يقتل أولاده لعجزه على العثور على ثمن قميص أو حذاء لابنته فى العيد؟ كيف كان ينام النظام والشعب المصرى العظيم تنهار أخلاقه وكل السمات الجميلة التى كان يتميز بها أمام العالم؟ كيف كان ينام النظام ومصر التى لها فضل على العالم بلا تمييز بلد الحضارات يأكل شعبها من صناديق الزبالة وهم كانوا يأكلون أفخر الأطعمة التى تأتيهم من أوروبا بطائرات خاصة وبأموال الشعب المسكين الذى تم وضعه على رأس قائمة الأكثر مرضا والأكثر فقرا وهم ينهبون ليلا ونهارا فى ثرواته، ضاربين بالدين وبالإنسانية وبالوطنية عرض الحائط؟

كيف كان ينام النظام وهناك مئات الأمهات متن حزنا لاعتقال فلذات أكبادهن ظلما وبهتانا؟ كيف كان ينام النظام والشعب تحت زبانية كانوا يتلذذون بآهات الشعب من تعذيب وفقر وبطالة وقلة قيمة وإهدار غير مسبوق فى الكرامة والآدمية؟

كيف كان ينام النظام ومواكبهم تكبد خسائر فادحة فى الأرواح والأموال والمصالح، كم عدد الأطفال الذين فقدوا حياتهم وهم فى سيارات الإسعاف انتظارا لمرور مواكب رجال النظام التى كانت توقف الدنيا كلها بسببها؟

والمستفز فى الأمر أن كل مسئول من هذا النظام يتقدم ضده بلاغات لسرقته لأموال الشعب يخرج فى وسائل الإعلام ليبرئ نفسه ويخرج علينا مسكينا.. إذا كانوا هم لا علاقة لهم بالفساد والفقر والقهر ونهب البلد إذن من كان وراء هذا الفساد؟! هل كانوا عفاريت السيالة يأتون لسرقة البلد ونهبها وبعضهم يخرج علينا فى وسائل الإعلام ويقولون إنهم أبرياء وإنهم لم يستفيدوا من مناصبهم؟! لا أدرى أكان يحكمنا الخلفاء الراشدين ونحن لا ندرى؟!

كم كان حلم يراودنى أيام النظام السابق ألا يوجد وزير أو مسئول يقدم استقالته لأنه وجد نفسه عاجزا عن إسعاد هذا الشعب ألا يوجد وزير أو مسئول يخرج علينا ويقول إنه يعانى من الأرق لأن الشعب يموت جوعا وأنه عاجز أن يعمل شيئا له، ولكن للأسف كان المسئولون يعيشون فى واد آخر، بعضهم يسرق بالمليارات وبعضهم ينهب الآثار وبعضهم يغتصب الممتلكات وبعضهم يعذب الناس وبعضهم يستولى على المنح القادمة من الخارج لفقراء مصر، أتدرون أن هناك رجلا خليجيا حاول أن يتبرع بمليون جنيه لأهالى الدويقة وقت كارثة الدويقة ولكن بعد أن تهافت عليه بعض الجمعيات الحكومية لاستيلاء على المليون جنيه تراجع عن تبرعه وهؤلاء جميعا نسوا الله فأنساهم أنفسهم، ولكنى أسأل سؤالا وأتمنى أن أجد له إجابة أى قلوب قلوب هؤلاء أى ضمير يحملون؟ هل هؤلاء كان يتذكرون الله؟ هل كانوا على دراية بأنهم مسئولون أمام الله ثم أمام التاريخ؟ هل كانوا يعلمون أن هناك إلهاً يحكم الكون؟ وهل يعلمون أن هناك موتا وحسابا وجنة ونارا؟ كيف كانوا ينامون وهم يدمرون مصر وينهبون من دم هذا الشعب الفقير الذى عاش فى سجن دام أكثر من 30 عاما من القهر والظلم والفساد، 30 عاما من الغطرسة وتهديد وترويع الناس فى بيوتهم 30 سنة والمسلمون يذهبون إلى المساجد وهم متخوفون من بطش من نسوا الله فأنساهم أنفسهم وويل لهم فى يوم تتكلم فيه أيديهم وتشهد أرجلهم على جرائمهم ووحشيتهم وفسادهم.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة