ناقد: رواية محفوظ، "اللص والكلاب" أصدق تعبير لما نعيشه الآن

الأربعاء، 08 يونيو 2011 02:43 م
ناقد: رواية محفوظ، "اللص والكلاب" أصدق تعبير لما نعيشه الآن الأديب الكبير نجيب محفوظ
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الدكتور محمد سلامة، أستاذ النقد الأدبى، ووكيل كلية الآداب بجامعة حلوان، إن ما تشهده مصر خلال هذه الأيام يحيلنى دائمًا إلى رواية "اللص والكلاب" لأديبنا الكبير نجيب محفوظ، والتى ناقش فيها رؤيته القائلة "أقمتم ثورة ولكنكم سرقتموها"، مضيفًا "وهذا ما أخشاه حاليًا كلما تأملت ما تمر به مصر الآن".

جاء ذلك خلال مناقشة كتاب "قراءات فى أدبنا المعاصر، للناقد الدكتور السيد إبراهيم، عميد كلية آداب بنى سويف، والصادر عن سلسلة كتابات نقدية، التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة، مساء أمس، بقصر السينما، وشارك فى المناقشة الدكتور محمد سلامة، والباحثة الشابة منى عبد الستار، وأدار الندوة الناقد الدكتور مصطفى الضبع مدرس النقد الأدبى بكلية دار العلوم بجامعة الفيوم.

وأوضح د.محمد سلامة أن كتاب "قراءات فى أدبنا المعاصر" ينبئ عن الإلمام بفنون السرد المختلفة القديم منها والحديث، مضيفًا إلا أننى كنت أتمنى أن يكون هناك تقسيم زمنى لتلك القراءات التى جمعها الناقد بين دفتى كتاب، حتى يتسنى للقارئ أن يعرف الرؤية النقدية وتطورها حسب فتراتها الزمنية والتى نشرت فى العديد من المجلات أدبية، فمن المؤكد أن قراءة الناقد لنص أدبى ما فى التسعينات تختلف حاليًا عن القرن العشرين.

وفى إشارته للدراسة النقدية حول رواية "اللص والكلاب" قال سلامة إن نجيب محفوظ مازال قادرًا على العطاء حتى يومنا هذا، فقراءة أعماله حتى الآن مازالت قادرة على تقديم التأويلات ومناقشة القضايا الكبرى، فقضية الرواية تناقش خوفنا من أن تقضى الثورة على نفسها.

وأشار د.مصطفى الضبع إلى أن الناقد الدكتور صلاح فضل، رئيس سلسلة كتابات نقدية، قد اتفق معهم على أن يكون نهج مناقشات الأعمال الصادرة عن السلسلة ناقد كبير وبجواره نقاد شباب، لتكون هناك فرصة لحقهم فى المشاركة والاستماع إلى وجهات نظرهم، مقارنة مع النقاد الكبار.
وقال الضبع إن الكتاب يثير العديد من القضايا بعدد الموضوعات التى يطرحها، ومجموعة من الدراسات التى لا تتوقف عند النصوص السردية التى يناقشها مثل بهاء طاهر وأمينة زيدان بعينها، ولكن أيضًا يفتح زاوية للوقوف على النص السردى الحديث فى الوطن العربى، ممثلاً فى عدة دراسات للكتاب العرب، مثل الليبى إبراهيم الكونى، ومن هنا نرى أن المساحة المكانية والزمانية كبيرة، فهى لا تتوقف عند الجانب الإبداعى فقط، وهو ما أحبذه ألا يقف الناقد المصرى عن الجانب المصرى، يكون على دراية بالإنتاج الإبداعى الخارجى، فبعض الكتاب العرب يرون أن ما يكتب عنهم ولو كان مساحة قصيرة فهو هام جدًا بالنسبة لهم.
وأضاف الضبع ومن الدراسات النقدية المهمة بالكتاب هى الوقوف عند عبد الله الغذامى وحمزة شحاتة، فكثيرون فى مصر للأسف لا يعرفون عن هذا الرجل السعودى شيئًا، وذلك لأننا أغلقنا النظر عن الثقافة السعودية؛ نظرًا لعدد من الاعتبارات أو عدد من المقولات والمصادرات السابقة، وبرأيى أن هناك مساحة شعرية تتشكل فى الساحة السعودية، وهو ساحة لا تتوقف عن العصر الحديث فى الثقافة السعودية، ولكن هناك الكثير من الأسماء التى يكون من الأهمية أن نكتشفها.
وأشار الضبع إلى أن ما يميز الكتاب هو الاعتماد على أساليب منهج البحث فى استيفاء كافة المعلومات، مشيرًا إلى أن بعض النقاد "يستسهلون" عملية البحث أثناء إعدادهم للكتب، فلا يتأكدون من المعلومات التى يضعونها فى كتبهم، ومثاله فى ذلك أحد النقاد السوريين الذى دائمًا ما يجد عدد من الأخطاء فى كتبه فلم يعد يقرأها أو يعتمد عليها، لافتًا إلى أن غياب الرؤية العلمية فى إعداد البحوث فى الجامعات العربية، جعل أكاديمى المغرب يصنعون من بعض الكتاب المصريين كتابًا كبارًا، موضحًا لأنهم يختارون كاتبًا واحدًا ولا يقارنونه بين عدد من الكتاب الآخرين.
وعبر الشاعر أحمد حسن -أحد الحاضرين- عن رفضه لفكرة جمع عدد من المقالات النقدية التى سبق وأن نشرت فى مجلات أدبية أو خصصت للمشاركة فى مؤتمر أدبى معين، موضحًا أنه لا يجد رابطًا واضحًا بين تلك الدراسات النقدية التى يتضمنها الكتاب، واتفق معه فى ذلك الدكتور عايدى جمعة، والذى تساءل عن سر إعجاب المتحدثين ببعض الدراسات النقدية فى الكتاب دون توضيح أسباب سعادتهم، مضيفًا "كنت أتمنى أن يقدم لنا الناقد دراسات أدبية جديدة لكتاب لم نقرأ لهم، فى حين أن النصوص التى تناولها هى لأسماء كبيرة تناولها البحث كثيرًا".
وقال الناقد محمود حول مسألة ظاهرة الكتب التى تعتمد على المقالات والدراسات التى كان قد تم إنجازها فى مراحل سابقة وطرحت سؤالا حول هل هذه ظاهرة فى الكتابة هل تمثل تطور أم أنها تعبر عن فقر فى قدرتنا على دراسة موضوع أو ظاهرة بشكل عميق وبخاصة مع دكتور سيد إبراهيم الذى له منجزات منها كتاب الضرورة الشعرية وكتاب النظرية الأدبية الحديثة، وكلاهما كانا يبحث ظاهرة ويستوفيها من كل جوانبها، أما الكتاب الحالى فإنه يعتمد على مقالات متنوعة تنتمى إلى حقب زمانية متنوعة أيضًا ومتباعدة وتجمع بين الشعر والنثر كل ذلك فى كتاب واحد.
وتناولت منى عبد الستار الدراسات المتعلقة بالمسرح بحكم تخصصها واختلفت مع المؤلف فى تناوله لبعض القضايا المتعلقة بالمسرح ومفهوم الدراما وبخاصة عند أرسطو، وردت على تعليقات الحاضرين حول الرابط الذى يجمع بين مقالات كتاب "قراءات فى أدبنا المعاصر"، موضحة بأنه رابط يتضح جليًا لمن لديه دراية بالمشروع النقدى للدكتور السيد إبراهيم.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة