شكراً ووداعاً.. يامعلم

من كان منكم بلا خطيئة فليرمه بحجر.
لم يكن حسن شحاتة ملاكاً.. ولكنه لم يكن أيضاً شيطاناً.

المعلم حسن شحاتة المدير الفنى السابق لمنتخب مصر لكرة القدم قدم ما لديه من إمكانات وطاقات لخدمة منتخب الفراعنة على مدار ست سنوات ونصف السنة.. وحقق خلالها من الإنجازات والانتصارات الكثير، وعلى رأسها الفوز بكأس الأمم الافريقية لثلاث مرات متتالية فى حدث غير مسبوق.. وسجل لمصر نصرا تاريخيا على منتخب إيطاليا بطل العالم فى 2009 فى كأس القارات فى جنوب أفريقيا.. وصادفته أيضا عثرات ثقيلة، أبرزها وآخرها الخروج غير المسبوق لأبطال القارة من تصفيات الأمم الأفريقية 2012 رغم وجود المنتخب المصرى فى أضعف مجموعات التصفيات مع جنوب أفريقيا والنيجر وسيراليون.. وقبلها الخروج من تصفيات كأس العالم 2010 رغم وقوعنا أيضا فى أضعف المجموعات مع الجزائر ورواندا وزامبيا.

كما أسلفت حسن شحاتة ليس ملاكا لنحاسبه على كل أخطائه.. وليس شيطانا لننسى له كل إنجازاته.

لكن الدرس الإيجابى الذى نتعلمه من تجربة حسن شحاتة هو أن النجاح ممكن وممكن جدا للمدرب الوطنى إذا توافرت له عناصر العمل الجماعى، من جهاز فنى كفء وإمكانات مالية وإدارية كاملة، ومن استقرار وزمن.. وتعلمنا أيضا أبرز السلبيات التى صاحبت فترة عمله وهى أن المديح الزائد وعدم الحساب السليم عنصران قاتلان يفسدان أى عمل.. وكان الدعم السياسى من الرئيس السابق حسنى مبارك وولديه علاء وجمال لشحاتة قد تسبب فى غياب النقد الواعى وتحول الأغلبية من الإعلام إلى نفاق حسن شحاتة بطريقة زائدة.

صفحة حسن شحاتة مع منتخب مصر انطوت باتفاق ودى بينه وبين مجلس إدارة اتحاد كرة القدم دون ضجيج أو خلافات أو اتهامات متبادلة.. وهو أمر جيد يحفظ للمعلم مكانته فى ظل أصعب المواقف التى مر بها خلال تاريخه مع كرة القدم.

علينا أن ننظر للأمام وأن نمعن النظر جيدا قبل اختيار المدير الفنى الجديد لنضمن توافر كل عناصر النجاح مجددا له ولزملائه.. ولكن لا داعى الآن لنبش الصفحات القاتمة من الماضى المؤلم للمنتخب أو للجهاز الفنى السابق.

وأخيراً أكرر الشكر لكل أعضاء الجهاز الفنى السابق للمنتخب حسن شحاتة وزملائه شوقى غريب وحماده صدقى وأحمد سليمان وسمير عدلى وأحمد ماجد وحسام الإبراشى وكمال عبدالواحد. وحظ أوفر لهم جميعا فى أعمال وأماكن أخرى.