مما لا شك فيه أنه بداخل كل مواطن منا أمنيةً أن يرى مصر فى أحسن حال، لاسيما فى تلك الأوقات الحرجة التى تمر بها البلاد، فلابد أن نبنى ونخطط للمستقبل، لكن أساس البناء هو القانون، ولن يتأتى ذلك إلا بأن يعلو صوت القانون على جميع طوائف المجتمع، وأن يقتنع كل منا بداخله، أننا يجب أن نعيش فى دولة القانون، لأنه أحياناً تصدر أحكاماً ليست على رغبة شريحة من المجتمع، وتلك الرغبة تأتى من مشاعر مندفعة أو عدم معرفة ببواطن القضايا وتطبقها القانونى.
فعندما يجد المجتمع أن القانون هو الحاكم العادل، أفكاره أكثر مما يعتقده المجتمع سوف تنزوى، وسوف يعتاد أنه لا توجد أحكام ترضى الرأى العام فقط، ولا أخرى لترضى رغبة مسئول بعينه، ولن نسمع عبارات مثل "أصله مسنود وعشان كده خد براءة" أو "ده مكروه ومش مرضى عنه"، وعندما نصل إلى هذه المرحلة سيُبنى داخل كل فرد منا إحساس بالأمان والثقة.
ولكن بناء المجتمع لابد أن يبدأ من كل قاضٍ يحكم فى قضية لكى تصل الرسالة، عندما يعاقب من يخطئ مهما كان منصبه، ويبرأ من كان مكروهاً عند الشعب، لأنه طبقاً للقانون برىء سوف يتعود المجتمع على أن حقاً هذه الأحكام ليست لصالح شخص بعينه أو جهة معينة، ومن هنا يعلو صوت القانون، ويبدأ الوطن فى مشوار البناء، لأن كل مستثمر يعلم أن حقه محفوظ، وكل موظف يلتزم بمسئولياته، فيبدأ مشوار التصحيح لهذا البلد، لكن هذا لن يحدث بدون العدل، حيث إن "العدل أساس الملك".
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد سمير الشوربجي
لا يغير الله قوما الا اذا غيروا ما بأنفسهم