قال الروائى إبراهيم عبد المجيد إنه توقف عن الكتابة لمدة عامين بسبب القاص الراحل يوسف إدريس، وذلك بعدما قرأ عبد المجيد أعماله الكاملة، فوجد نفسه يكتب بأسلوب أدريس فى الحكى، فقرر بعدها أن يتوقف عن الكتابة، حتى يتخلص من طريقته تماما.
وأضاف عبد المجيد خلال اللقاء الذى عُقد معه مساء أمس بأتيليه القاهرة، ليتحدث فيه عن مشواره الأدبى والإبداعى، أنه لم يلتق بالأديب الراحل نجيب محفوظ سوى ثلاثة مرات، كانت أولها فى مقهى ريش وثانيها وثالثها بكازينو النيل، حتى واظب بعد اللقاء الثالث على زيارته باستمرار خلال شهر رمضان من كل عام، ليتناول معه الفطار، ويدخلان فى مساحة من الحوار والنقاش السياسى والأدبى.
أشار صاحب رواية "فى كل أسبوع يوم جمعة"، إلى أنه أجرى حوارا مطولا مع محفوظ تحدثا فيه عن السياسة العربية عامة والمصرية خاصة، وتخلل ذلك الحوار بعض الألفاظ الجارحة التى طالبت الرؤساء وعلى رأسهم الرئيس الراحل أنور السادات، وهذا ما منعه من النشر وقتها عام 1977، وأضاف عبد المجيد أنه خسر الكثير بسبب فقدانه لهذا الحوار بعدما منحه لأحد أصدقائه وسط بعض الكتب الاشتراكية، ففوجئ به يخبره بعدها أن والده حرق تلك الكتب ومعها الحوار، قائلا: هذا الحوار كان عبقريا ومن أهم الأشياء التى فقدتها فى حياتى، وكان مطلوبا جدا فى الوقت الذى تمر به مصر الآن.
وفى حديثه عن ثورة 25 يناير قال صاحب رواية "لا أحد ينام فى الإسكندرية": حزين جدا بسبب تغيبى عن موقعة الجمل، وأدمنت مشهد جمعة الغضب، وتمنيت أن يتكرر عندما تجلت أمامى صورة الشباب، وهم يحمون المتحف المصرى، ورأيت دخان حريق الحزب الوطنى يتصاعد للسماء، وسمعت صوت الشباب يهتفون ويلتفون بالآلآف على الكبارى فى جدارية رائعة لن يفلح فى تجسيدها فان جوخ ولا بيكاسو.
وأضاف: مصر فى ميدان التحرير كانت بمثابة "يوتوبيا" المدينة الفاضلة اختفت منها كافة المظاهر السلبية، وبالتأكيد سيفشل كل علماء النفس والاجتماع فى تفسير تلك الثورة، وأشار عبد المجيد إلى أن الثورة ستخلق جيلا جديدا من المفكرين والفنانين، موضحا أن انضمام الكتاب للأحزاب السياسة سيدفن مواهبهم، وذلك لأن السياسة عادة ما تفسد الأدب.