علا الشافعى تكتب : فيلم.. الإخوان

خبر عادى عن شركة إنتاج تقيم مؤتمرا صحفيا للإعلان عن عمل فنى تستعد له إلى هنا والخبر عادى ولكن من المفارقات المدهشة والتى تلفت النظر وتستدعى التساؤل حول المؤتمر الصحفى الضخم والذى نظمته شركة الإنتاج السينمائى الكويتية "المها "بأحد فنادق القاهرة للإعلان عن تفاصيل مشروع تقديم فيلم ومسلسل تليفزيونى عن الإمام "حسن البنا" ردا على مسلسل الجماعة والذى قدمه الكاتب الكبير وحيد حامد فى رمضان الماضى.

هل توافر إمكانيات عديدة بدءا من وجود شركة إنتاج كبيرة، وتوافر كم هائل من الوثائق عن الشخصية سيساعد على إخراج العمل بشكل جيد، حيث إن المشروع يحظى برضا عائلة البنا وتحت رعاية نجله وأيضا الاتفاق مع مخرج وبطل للعمل الفنان السورى الذى أكن له كل تقدير واحترام "رشيد عساف".

ولكن المفارقة أنه حتى هذه اللحظة لا يوجد سيناريو مكتوب ليس ذلك فقط بل إن المثير فى الأمر أن الكاتب والمؤلف أيمن سلامة والذى من المفترض أن يصيغ العمل دراميا، لم يتلق اتصالا من الشركة المنتجة إلا قبل أسبوع من موعد انعقاد المؤتمر، رغم تأكيدات الشركة بأنه تم الاتفاق معه وأن العقد تم توقيعه، ولكن المفاجأة أن العقد تم توقيعه فقط فى اليوم الثانى بعد إقامة المؤتمر.

لذلك فالتساؤل الذى يفرض نفسه، كيف لنجم بحجم "رشيد عساف" أن يبدى موافقة على مشروع سينمائى أو تليفزيونى لم يقرأ سطرا واحدا أو لا يملك ملمحا عنه والذى أفهمه أن الممثل عندما يوقع على عقد عمل، يكون بالفعل قد قرأ بعضا منه أو معالجة للعمل على أقل تقدير، ولا أعرف كيف حسبها رشيد؟ فهل كان العرض مغريا على المستوى المادى إلى هذه الدرجة أم أنه اكتفى بما هو متداول عن شخصية حسن البنا، ونفس الحال بالنسبة لمخرج العمل ؟ وجميع هذه التساؤلات لا يملك الإجابة عنها سوى فريق العمل، والذى يبدو من تصريحات أطرافه المختلفة أن الاتفاق معهم جاء على عجل وبدون جلسات أو اتفاقات مسبقة، حيث قال رشيد نفسه إن شركة الإنتاج لم تتصل به إلا قبل موعد انعقاد المؤتمر بأسبوع، وكان الاتفاق على تقديم فيلم ومسلسل بنفس طاقم العمل، ولكن يبدو أن الشركة، تراجعت عن مشروع المسلسل بشكل مؤقت واكتفت بالفيلم الذى سيعرض فى عيد الأضحى 2012.

وفى ظنى أنه لا يوجد تفسير لحالة الارتباك التى صاحبت الإعلان عن المشروع سوى أن الأمر لا يتعدى ثأر بايت مع وحيد حامد، وكأنهم يرغبون فقط فى تقديم عمل يردون به على ما جاء فى مسلسل الجماعة، بعيدا عن المنطق والموضوعية وكل ما أخشاه أن نجد أنفسنا أمام عمل فنى لا هم له سوى التمجيد فى شخصية البنا بعيدا عن الحقائق التاريخية أو بهدف تصحيح ما لم يعجبهم فى مسلسل الجماعة.