مع رحيل نظام مبارك ومحاكمة معظم رجاله ممن ساعدوه على استمرار حكمه مدة 30 عاماً لم يبقَ منهم إلا قليل، اختفى منهم من اختفى، ومضى آخرون لحياتهم القديمة وأعمالهم الأولى دون كاميرات إعلامية.
أبرز هؤلاء هو الدكتور أحمد زكى بدر وزير التعليم الذى لم يكن يتخيل، وهو ينتقل فى بداية 2010 من قصر الزعفران بجامعة عين شمس، إلى قصر الأميرة فايقة وزيراً للتعليم العالى، أن الوزارة ستكون الخطوة الأولى فى أفول نجمه بعد ثورة 25 يناير، وأنه سينتقل من قصرين قضى بهما ما يقارب 5 سنوات كاملة، إلى مكتب مشترك، مع أساتذة آخرين.
"بدر" الذى صدر قرار جمهورى من "مبارك" فى 2006 بتعيينه رئيساً لجامعة عين شمس قضى نحو 4 سنوات كاملة، كان يدير جامعة تضم نحو 200 ألف طالب، ثم انتقل وزيراً للتربية والتعليم فى يناير 2010 فى وزارة تضم نحو 18 مليون طالب، ولديه حرسه الخاص ومكتبه، وآلاف الموظفين الذين يتحكم بهم كيفما يشاء، لينتقل بعد ذلك بناءً على طلب "الثورة" إلى مكتب صغير فى الطابق الثالث بالمبنى الرئيسى بكلية الهندسة جامعة عين شمس بميدان عبده باشا، بدون "سكرتاريه"، اللهم إلا سكرتارية القسم بالكلية.
وفى الوقت الذى أكدت فيه مصادر داخل الكلية، أن "بدر" لا يقوم بالتدريس فى هذا الفصل الدراسى، وأنه لم يدخل محاضرة واحدة، ويأتى إلى مكتبه يوماً أو يومين أسبوعياً، قال الدكتور عميد كلية الهندسة بجامعة عين شمس لليوم السابع إن وزير التربية والتعليم الأسبق، لا يحصل على أى امتيازات زائدة، وإنه يقيم مع بعض الأساتذة فى مكتب بقسم الاتصالات، كما أنه لا يشغل أى منصب داخل الكلية، ولم يشغل أى منصب بأى وحدة ذات طابع خاص داخل الكلية.
الدكتور هانى هلال وزير التعليم العالى الأسبق أحد أفراد حكومة نظيف من أساتذة الجامعات، قال لليوم السابع" إنه عاد إلى كليته بعد خروجه من الوزارة فى فبراير الماضى، لأنه من الطبيعى أن يعود كل أستاذ إلى موقعه، ويقع مكتب "هلال" بجامعة القاهرة فى الطابق الثالث بمبنى الإدارة بكلية الهندسة، حيث يدير أحد الصناديق بالكلية، ويحضر إلى الجامعة مرات قليلة، وهو الذى كان يتحكم فى وزارة تضم نحو 2 ونصف مليون طالب، وما يقارب من 70 ألف عضو هيئة تدريس.
الدكتور مفيد شهاب أستاذ جامعى ثالث شهير فى حكومة نظيف والحكومات السابقة، أكد أساتذة داخل كلية الحقوق بـ"جامعة القاهرة"، أنه لم يدخل الجامعة منذ فترة طويلة ربما من قبل ثورة "25 يناير" لظروف عمله، وأيضا بعد الثورة، وارجعوا الأسباب إلى رغبته فى الراحة خاصة أنه تجاوز الستين عاما، ولا يلزم حضوره كثيرا للكلية، فيما تضم الكلية أحد أبناء رجل القانون الأبرز فى النظام السابق الدكتور أحمد فتحى سرور، وهو ابنه الدكتور طارق، الذى تغيب فترة طويلة عن الحضور للكلية، وعن ممارسة مهام عمله كنائب للكلية لشئون الدراسات العليا والبحوث، وحتى عندما عاد مؤخرا يتواجد بصورة غير منتظمة لظروفه وظروف والده.
لكن أحدث الوزارء الذين أطاحت بهم ثورة 25 يناير، هو الدكتور أحمد سامح فريد وزير الصحة السابق الذى لم يهنأ بالمنصب إلا 23 يوما فقط، إذ دخل الوزارة 31 يناير 2011 مع حكومة الفريق شفيق، وخرج منها 22 فبراير، والآن يتواجد فى قسم السمعيات بكلية طب قصر العينى جامعة القاهرة، ولكن بصفة غير منتظمة.
اللافت أن "فريد" ينطبق عليه المثل القائل "لا طال عنب الشام ولا بلح اليوم"، إذ أنه أدى به حظه العاثر إلى اختياره وزيراً أثناء الثورة، ثم خروجه، ولولا ذلك لكان الآن متواجدا فى منصبه السابق عميداً لكلية طب قصر العينى جامعة القاهرة، خاصة أنه لم يتم الاستجابة لأى مطالب بتغيير عمداء ورؤساء جامعات باستثناء الدكتور سامى عبد العزيز عميد إعلام القاهرة، الذى حصل على إجازة خاصة ولم تتم استقالته، وبذلك يكون قد خسر "الكلية، والوزارة، ومجلس الشعب فى شهر واحد".
