صدر حديثاً عن دار المدنى، كتاب بعنوان "سماحة الإسلام مع غير المسلمين.. فى السلم والحرب" للكاتب عمرو عطية.
الكتاب يقع فى 111 صفحة ويتناول موقف الإسلام فى كثير من القضايا على رأسها مواضيع الاختلاف فى الرأى والحرب، ويقول المؤلف فى مقدمة كتابه: هذه الرسالة ليست مجاملة للمسلمين ولا تملقاً لغير المسلمين، وليست دفاعا عن الإسلام، فدين الإسلام أعظم شأنا من أن يقف موقف المتهم الذى يحتاج لمن يدافع عنه، كما أنها ليست اتهاما لدين غير دين الإسلام، فكل ديانة أنزلت من عند الله على رسل الله لهداية الخلق هى جزء أصيل من دين الإسلام، وهذه الرسالة هى فقط محاولة حيادية موضوعية لا تحيز فيها مع أو ضد وسبقنى اليها من هو أفضل وأعلم منى، لتوضيح حقيقة دين الإسلام كما أنزل من عند الله سمحاً ودوداً ، طاهرا نقيا، خالصا من بعض التشوهات التى أصابته بفعل أهله أو بعض أهله، وتوضيح حقيقة ما أمرنا به فى كيفية التعامل مع من يختلف معنا فى الرأى أو الفكر والعقيدة.
يحوى الكتاب سبعة فصول من بينها "الاختلاف سنة"، وفى هذا الفصل يشير الكاتب إلى أن الاختلاف سنة الله فى كونه كما انه سببا لإستمرار الحياة وعدم فساد الأرض، ويدلل على ذلك بقوله إن اختلاف الناس ليس بإجبار من الخالق، ولكنه اختيار من المخلوق، ولو أراد الله أن يجبر خلقه على شيء لأجبرهم على طاعته لا على عصيانه، وعلى الإيمان به لا الكفر.
وفى فصل "السلام" يذكر الكاتب مجموعة من أقوال وأفعال النبى محمد صلى الله عليه وسلم، المرتبطة بهذا الشأن، وأقوال وأفعال صحابته، ويتناول أيضا الحديث حول فتح بيت المقدس والعهدة العمرية، والفرق بين العهدة العمرية وما يُسمى بالشروط العمرية، ويدلل على أن الشروط العمرية لم يشترطها عمر بل اشترطها النصارى والأدلة على عدم صحة نسبة الشروط إلى عمر وعهد خلافته.
وفى حديثه عن الجزية يسرد فيه المؤلف شروط قبول الجزية من المعاهدين السلميين، وفى الفصل الثالث عن الحرب يستشهد الكاتب بمجموعة أدلة دينية ان الإسلام لم ينتشر بحد السيف وليس فيه اجتياح ولا اكتساح ثم يذكر وصايا رسول الله لقوداه فى الحروب.
وفى فصل " المسلم الحق" يتساءل المؤلف لماذا يحارب بعض المسلمين غيرهم من الملل الأخرى؟.. ويقول: إن السلم الحق هو الذى يتبع ما جاء فى كتاب الله وسنة رسوله، وفعل صاحبته فى التعامل مع غير المسلمين فى حالة السلم والحرب، وفى الفصل الخامس يتحدث المؤلف عن الدولة المدنية التى أسسها الرسول صلى الله عليه وسلم، وفى فصله الأخير "أعداؤنا الحقيقيون" يقول المؤلف : لابد أن ننتبه لما يحدث حولنا، ونستوعب ما يحاك ضدنا وما يدبره لنا اعداؤنا الحقيقيون فليس المسيحيون المسالمون هم أعداءنا ولكنهم أولئك الصليبيون المحاربون الذين زيفوا انجيل عيسى بن مريم عليهما السلام ورفعوا شعار الصليب فى حروبهم ضدنا ليبرروا إعتداءتهم علينا تبريرا دينياً مسيحياً.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة