مع إعلان شركات الإنتاج والتوزيع المصرية بدء الموسم السينمائى الصيفى بعرض فيلمى "صرخة نملة"، للمؤلف طارق عبدالجليل والمخرج سامح عبدالعزيز، وبطولة عمرو عبدالجليل، ورانيا يوسف، وفيلم "الفاجومى" للكاتب والمخرج عصام الشماع، والبطولة لخالد الصاوى، نستطيع أن نقول إن الروح بدأت تعود من جديد لصناعة السينما المصرية، والتى توقفت فى الشهور الماضية تماما، بعد توقف حركة الإنتاج، وبات المنتجون يشعرون بالارتباك، والخوف من وضع الأموال فى مشروعات سينمائية غير محسوبة، ولا تضمن إيراداتها، وزاد الأمر سوءا توقف ضخ الأموال العربية فى صناعة السينما المصرية، وتراجع الكثير من الشركات عن الاستثمار خوفا من عدم استقرار الأوضاع فى مصر، والأهم أن العاملين فى صناعة السينما المصرية اكتشفوا فجأة أنهم لا يعرفون شيئا عن ذوق الجمهور، أو بمعنى آخر أصبحوا أمام تركيبة مختلفة من الجمهور لايعرفون كيفية إرضائها، كل هذه الأسباب أدت إلى انكماش الصناعة وانغلاقها، وتراجع المنتجون عن تقديم تجارب سينمائية.
ولكن فى اعتقادى أنه مع بداية عرض أولى أفلام الموسم الصيفى والتى تتماس فى موضوعاتها مع الأحداث التى شهدتها مصر مؤخرا، ستعود عجلة الإنتاج إلى الدوران، حتى ولو بشكل بطىء، وسيشجع ذلك على عودة الاستثمارات من جديد ولكن على العاملين فى صناعة السينما، أن يدركوا أن المنظومة تغيرت، وأن صناعة السينما المصرية يجب أن يعاد تنظيمها على أسس حقيقية وقوانين واضحة منظمة للصناعة بعيدا عن العشوائية التى كانت تداريها، وأيضا على شركات الإنتاج الكبيرة أن تدرك وتعى أهمية قياسات الرأى، لتتعرف على الأقل على أذواق الجمهور بشرائحه وقطاعاته المختلفة.
والخوف كل الخوف أن يستمر التعامل فى الفترة المقبلة بمنطق الهوجة، فلا تقدم شركات الإنتاج سوى أفلام عن الثورة، ويتم رفض أى نوعية أخرى بدعوى أن" الجمهور هو اللى عايز كده"، والاكتفاء بترديد هذه الكلمة دون أى دراسة، وللأسف هذا ما تشهده السينما المصرية طوال الوقت، فكل شىء يخضع لمنطق الهوجة، حيث نشهد موجة من أفلام الكوميديا، وأخرى من أفلام الأكشن، وثالثة للأفلام الاجتماعية الواقعية، وهكذا ليس ذلك فقط، بل الخوف أكثر من أن يتم تصعيد عدد محدد من الفنانين، وإسناد البطولات لهم دون غيرهم، ليس لأنهم أصحاب مواهب فذة ومميزة بل لأنهم فقط، كانوا من النجوم الذين نزلوا إلى ميدان التحرير، ويبدو لى أن العديد من شركات الإنتاج باتت تتهافت على هؤلاء النجوم دون غيرهم، لأنهم أصبحوا أصحاب وجوه مألوفة تنظر فى السياسة، وتحرص على تصدير أخبارها وصورها فى ميدان التحرير، وتجمعات الأحزاب الجديدة، أكثر من أى شىء آخر، لذلك أراهن على بعض منتجينا من أصحاب الفكر والرؤى الواعية بأن يبتعدوا عن هذا الفخ، فالإنتاج السينمائى يجب أن يعود بكامل طاقاته وتنوعه ونجومه لتستقيم المنظومة، وتعود الروح للسينما بعيدا عن المزايدات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة