عبير حجازى تكتب: حتى لا نشترى الترماى من جديد

السبت، 04 يونيو 2011 11:15 م
عبير حجازى تكتب: حتى لا نشترى الترماى من جديد صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم نكن نحلم لا أنا ولا أنت بما حققته الثورة من مكاسب يكفى أنها قامت بتحطيم حاجز الخوف الذى ظل جاسما على صدورنا لسنوات, يكفى أنها أعطت الفرصة لكل مصرى على أرض هذا الوطن لإعادة اكتشاف نفسه, لإعادة توظيف طاقاته من جديد, يكفى أنها كانت وقفة مع النفس وحساب عسير لها, يكفى أنها كشفت النقاب عن كل الفاسدين والمفسدين, يكفى أننا ولأول مرة فى تاريخ مصر شعرنا بأن هذه البلد لنا وحدنا وأننا أحرار على أرضها فرحنا كثيرا وغمرتنا السعادة أيام وشهور غير مصدقين لما يحدث حولنا أحيانا وفخورين بما صنعته أيدينا أحيانا أخرى ولكن وكما يقول المثل: ذهبت السكرة وجاءت الفكرة, نعم بعد حالة النشوى والفخر والسعادة التى عشناها جميعا يجب أن نبدأ بالعمل وألا تأخذنا الفرحة أكثر من ذلك فننسى ما علينا من واجبات نحو هذا الوطن يجب أن يبدأ كل منا بنفسه ليرى ما يمكننا فعله لهذا البلد, يجب أن نصمت قليلا لنسمع كثيرا, يجب أن نخرج جميعا من حالة الانفعال الزائد والحماس الطائش, حالة التشبث بالرأى, حالة التشفى والشماتة التى أصيب بها البعض, يجب أن نعطى الفرصة لرجال القضاء ورجال المجلس العسكرى كى يعيدوا البناء ويحاكموا الفاسدين ويعيدوا لنا الأمن المفقود, يجب علينا أن نتكاتف ونتكاتل حتى لا نسمح لمثيرى الفتن باختراق صفوفنا وزعزعة وحدتنا, يجب أن نضع أيدينا على أخطاء الماضى لا لسردها والندم عليها ولكن لتلافيها وتجنب تكرار الوقوع فيها, يجب علينا أن نعترف بوجود أخطاء وقعنا فيها سابقا ونقع فيها الآن.

نعم هناك أخطاء واضحة, هناك حالة من عدم الاستقرار, هناك فراغ أمنى, هناك ارتفاع فى الأسعار, هناك حالة من التخبط الفكرى فما زال البعض لم يفهم الثورة حتى الآن, هناك حالة من التخبط الوجدانى بين القديم والجديد, بين الأجيال, بين المطالبة بالحق وإساءة استخدامه, بين احترام الكبير ومحاسبته فى حالة وقوعه فى الخطأ, كل هذا طبيعى وأمر متوقع بعد الثورات فالثورات كالزلازل ولكنها لا تهز الأرض بل تهز الكيان والوجدان وتوقظ الغافل وتصحح الأوضاع.

ولذلك وجب علينا جميعا أن نكون موضوعيين وحياديين ونعترف بأن هناك أخطاء, نحن لا نتهم الثورة بأنها السبب فيها لأنها كانت موجودة من قبل ولكن نتمنى من الثورة أن تمحيها وتسقطها كما أسقطت نظاما بائدا كان هو السبب المباشر فى معظم مشاكلنا التى نعانى منها الآن لنكن صرحاء من أنفسنا لو سألنا أحدهم سؤالا يقول من هم الذين استفادوا من الثورة حتى الآن وما هى نوع الاستفادة؟ اسمحوا لى بالإجابة عن هذا السؤال من وجهة نظرى: استفاد من الثورة كل مواطن على أرض مصر وكل مصرى داخل مصر وخارجها بأن نالوا حريتهم وثاروا على الفساد والمفسدين، ردت إليهم كرامتهم وتحسنت صورة المصرى التى تم تشويهها على مدار عقود مضت اتهم فيها المصرى بالسلبية والخضوع، استفاد مجموعة من الشباب الطموح الذين أتيحت لهم الفرصة للتعبير عن أنفسهم على المسرح السياسى. استفادت بعض الفصائل مثل الإخوان المسمين أن تم الاعتراف بهم رسميا وسمح لهم بممارسة العمل السياسى دون قيد أو شروط، استفاد بعض المترفين الناجحين الذين لم يكن ينقصهم سوى نوع من الوجاهة الاجتماعية وحققتها لهم الثورة. كل هذا جميل جدا ولا يختلف عليه اثنان ولكن هل يستطيع أحدكم أن يجيبنى ماذا استفاد المواطن المصرى البسيط جدا الذى كان فقيرا وازداد فقرا مع غلاء بعض الأسعار، واختفاء بعض السلع من الأسواق؟ ماذا استفاد العاطلين من الشباب ومن فاتهم قطار الزواج من الإناث إلا أن زاد عددهم بسبب توقف الإنتاج؟ ماذا استفاد الفلاح المصرى سوى اختفاء السولار وغلاء السماد ونقصه؟ ماذا استفاد الموظف البسيط الذى لم يكن يكفيه راتبه إلا بضع أيام قليلة من الشهر إلا مجموعة من الوعود بحد أدنى للمرتبات سوف يخرج الموظف على المعاش قبل أن تنتهى المالية من مناقشتها والبت فيها؟ ماذا استفاد الطلاب فى المدارس والجامعات؟ هل تم تحسين نوعية التعليم؟ هل تم القضاء على العنف فى المدارس؟ هل تم القضاء على مطحنة الدروس الخصوصية؟ ماذا استفاد الباعة الجائلين والسريحة، والعمال الذين يحصلون على رزقهم يوم بيوم إلا أن تعطلت أعمالهم وتوقفوا عن الإنتاج؟ ماذا استفاد المرضى من الفقراء هل تحسنت الخدمات الطبية المقدمة لهم؟ هل حصلوا على العلاج المجانى؟ والسؤال الأهم الآن هو من هو المسئول عن كل هذه المشكلات؟ ومن هو المنوط بحلها؟ الإجابة: نحن المسئولون عنها ونحن من وجب عليه حلها والخروج منها, نحن من وجب عليه التغيير وليبدأ التغيير من أنفسنا أولا ثم تمتد يد التغيير لكل من حولنا فالفساد هرم هدمنا رأسه وإذا لم نقضى عليه من قاعدته فسوف يمتد وينتشر مرة أخرى حتى يصل للقمة من جديد ونصبح وقتها لنجد أن الوضع كما هو عليه وأن ما تغير لم يكن سوى أسماء ووجوه ونكون كمن إشترى الترماى مرتين فلا أمل فى أى إصلاح سياسى دون الإصلاح الاقتصادى ولن ينعم أى مواطن بالحرية قبل أن ينام ليله مطمئنا أمنا على نفسه وأولاده وقوت يومه.






مشاركة




التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

خالد

السعيد من إتعظ بغيره

عدد الردود 0

بواسطة:

مجد خلف

متى نبدأ التغيير؟

عدد الردود 0

بواسطة:

mr

الله اكبر عليكي

عدد الردود 0

بواسطة:

مهندس عيد

سبحان الله

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد بدر نصار ..صحفي

كم هو مقال رائع

عدد الردود 0

بواسطة:

علياء عريشه

دفعه قويه للامام

عدد الردود 0

بواسطة:

Mahmoud Magdy

كلام جميل

عدد الردود 0

بواسطة:

اكرم

مقال رائع والكل راضي ومقتنع

عدد الردود 0

بواسطة:

ولاء المصري

انتقاء في محله

عدد الردود 0

بواسطة:

ing /magdy seliem

كلمات من القلب

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة