محمد حمدى

ربيع سوريا المؤجل

السبت، 04 يونيو 2011 08:19 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد الانتفاضة التونسية التى استغرقت 21 يوماً، والانتفاضة المصرية التى استغرقت 18 يوماً، عاش العرب من الخليج إلى المحيط فى انتظار اكتمال الربيع العربى، بنفس السرعة، ودون المزيد من الدماء، على اعتبار أن رؤساء ليبيا واليمن وسوريا ربما تعلموا الدرس جيداً.

لكن الرياح لا تأتى بما تشتهى السفن دائماً، وتعطل قطار التغيير العربى، ووقف فى محطات صنعاء ودمشق وطرابلس أكثر مما ينبغى، حتى تحول الربيع العربى إلى صيف دام جداً.

فى سوريا، لا يبدو أن رئيسها بشار الأسد، وحزب البعث الحاكم، يدركان حقيقة ما يحدث على الأرض، فبينما يتم الإعلان كل فترة عن إصلاحات شكلية، يستمر القتل اليومى للشعب المسالم الذى يطالب بأبسط قواعد الحرية، وهى حرية التعبير.

وحين خرج السوريون إلى الشوارع فى بداية الأمر وبأعداد قليلة، كان المواطنون يهتفون هتافا واحدا "الله.. سوريا.. حرية وبس"، لكن نداء الحرية قوبل بقمع عنيف، وإطلاق رصاص على المواطنين، وكأنهم ليسوا بشراً، ولا يستحقون الحياة، وتدخل الجيش السورى ليحاصر المدن والقرى، وينفذ حملات تطهير وإبادة جماعية ضد السكان تنتقل من قرية إلى قرية ومن مدينة إلى مدينة، تحت زعم مواجهة الإرهابيين والمخربين وعناصر القاعدة التى لم نسمع عنها من قبل فى سوريا.

السوريون مصرون، أكثر من أى وقت مضى، على انتزاع حريتهم، ولم تعد الحرية هى المطلب الوحيد، وإنما صار الأهم أن يغادر بشار الأسد موقعه، ويتنحى حزب البعث عن الإمساك بتلابيب البلاد والعباد.

ولأن الأسد، الابن، لم يتعلم من الدرس المصرى والتونسى، ولأنه يصر على القتل فى مواجهة المتظاهرين العزل، فإن نهايته أصبحت محتومة، وسيخرج من الباب الضيق للتاريخ، بينما كان الباب الواسع مفتوحاً أمامه ليشرع فى إصلاحات فعلية تتجاوب مع مطالب الناس المشروعة والعادلة.

الربيع العربى تأخر فى سوريا، لكنه لم ينته، لأن عجلة الحياة لا تدور إلى الوراء أبداً، وما فعله الأسد الأب حين دق حماة بالدبابات والطائرات عام 1980 وأدى إلى مقتل عشرات الآلاف لن يتكرر، ولن يسمح به الشعب السورى، ولا شعوب العالم أجمع، فالحرية لم تعد هبة من الحاكم والقتل ليس مقبولاً، والتواطؤ الدولى الذى يطالب الأسد بقيادة الإصلاحات فى بلاده سينتهى عما قريب، وسيكون على بشار الأسد أن يغادر موقعه، ويترك سوريا للسوريين، لكن الأهم قبل أن يغادر ألا يكون قد أدى إلى تدمير بلاده بتمسكه بالسلطة، ولو على حساب أى شىء آخر.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة