رأفت محمد السيد يكتب: الشعب يريد شعباً جديداً

السبت، 04 يونيو 2011 09:02 م
رأفت محمد السيد يكتب: الشعب يريد شعباً جديداً صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ارتفعت صيحات الشعب المصرى طوال الفترة السابقة بعبارة أصبحت هى الأشهر فى كل الدول التى تأمل وتتمنى الحصول على استقلالها، وهى ( الشعب يريد إسقاط النظام) هذا وقد تحقق للشعب المصرى ما تمنى من سقوط رأس النظام وأهم أتباعه وأعوانه، وما زال السقوط مستمرا لباقى فلول النظام الذين يتم الكشف عنهم تباعا حتى ننتهى تماما من عمليات التطهير لهذا النظام المستبد الذى أذاق المصريين مرارة الذل والاستعباد والفقر والجهل، ولكن ما زال هذا الشعب الذى سعى يطلب حقوقه بكل عزة وإباء لم يؤد الواجبات التى عليه تجاه بلاده، فلقد طالب الشعب بالتغيير وهو حق مشروع ما دام للأحسن ولكن الشعب نفسهُ لم يتغير بعد فما زالت كل المظاهر السلبية قبل ثورة 25 يناير كما هى لم تتغير بل أكاد أن أجزم بأن مظاهر الفوضى والبلطجة والسرقة والسطو والنصب وأمور أخرى انتشرت وتفشت بصورة لم نرها، ولم نعرفها من قبل عن الشعب المصرى.

إن التغيير الذى كنا نبغيه والذى أراده الشعب المصرى من حكامه وقياداته بدأت تظهر ملامحه جلية واضحة نلمسها يوما بعد يوم لاسيما مع البدء فى محاسبة الفاسدين عن كل جرم ارتكبوه فى حق مصر والمصريين، ولكن ما فائدة هذا التغيير ونحن مازلنا كما نحن لم نتغير، بل إن كانت هناك أشياء قد تغيرت فينا بالفعل فقد أظهرت الجوانب السيئة فقط لدى المصريين، ولم تظهر الجوانب الحسنة التى تحتاجها هذه المرحلة تحديدا.

إن مطالبة الشعب بسقوط النظام كان من أجل تحريرمصر المحروسة، من أجل غد مشرق، ولكن فى خضم هذه المطالبات المشروعة للشعب نسى أو تناسى أن التغيير من سنن الحياة، ولابد للمنظومة كلها أن تتغير ما دمنا نريد الأفضل فالشعب الذى يطلب التغيير هو الوحيد داخل المنظومة الذى لم يتغير بعد، لم يتحرر من استبعاد نفسه لنفسه فكلنا يعى جيدا بل يحفظ عن ظهر قلب قول الله تعالى (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) فمتى نتغير؟! فلن يفلح أويجدى إسقاط نظم وإحلال نظم جديده للحكام وولاة الأمور بدلا منها طالما أن المحكومين مازال لديهم الانا ( حب الذات فقط ) فهم لم يطلبوا التغيير من انفسهم كما طلبوه من الغير، إن الذى ينادى بالتغيير هذه المرة هى مصر، فهى ما زالت تبحث عن معادن الشعب المصرى الاصيل التى إندثرت واختفت بفعل فاعل مازالت مصر تنادى وأسمعها تقول وترد على نفسها (مصر.. تريد.. شعب.. جديد) لتكتمل منظومة النجاح والتغييرحكاما ومحكومين، لابد أن يتغير الشعب وتتغير سلوكياته، وأخلاقياته وبعض عاداته السيئة، لابد وأن يبدأ الشعب المصرى من حيث انتهى الآخرون، حتى تنجح ثورتنا ونسير قدما للأمام.

انهضوا أيها المصريون وأبرزوا أجمل مالديكم وكفانا مارايناه فى الفترة الأخيرة من أزمة حقيقية فى الاخلاق من بعض الأفراد الذين لايعبرون عن الشعب المصرى الحقيقى الذى يعشق حبات تراب مصر بل لديهم الاستعداد أن يموتوا فداءا لها من أجل رفعتها وكرامتها – حفظكِ الله يامصر وحفظ شعبك العظيم.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة