نبهت الصحف القطرية الصادرة اليوم السبت فى افتتاحياتها إلى خطورة الوضع الراهن فى اليمن، معتبرة أن اليمن دخل أمس مرحلة خطيرة وفاصلة تنبىء بتطورات دموية متصاعدة بعد استهداف الرئيس اليمنى على عبد الله صالح شخصيا وإصابته بهجوم على مسجد داخل قصر الرئاسة.
وأجمعت هذه الصحف على أن اليمن فى طريقه للانزلاق نحو هاوية الفوضى التى ستقود حتما إلى حرب أهلية إذا لم يتدارك اليمنيون -حكومة ومعارضة وقادة قبائل- الأمر بصورة عاجلة ويجنحون للسلم والحوار بوضع خارطة طريق لحل الأزمة تقوم على المبادرة الخليجية تعود بالأمور إلى نصابها وتمنع دخول البلاد فى حرب أهلية باتت تهدد الجميع بعدما انسد الأفق السياسى برفض الرئيس اليمنى قبول جميع الحلول السلمية التى كانت تضمن له الخروج الآمن من السلطة وتحفظ لليمن وحدته واستقراره السياسى والأمنى والاقتصادى.
وأشارت صحيفة (الوطن) إلى أن الوضع فى اليمن يمضى إلى مرحلة بالغة الخطورة وذلك لأن الرئيس اليمنى اختار التصعيد وأدار ظهره للوساطة الخليجية ومن ثم انهمر الرصاص القبلى ليصبح قلب العاصمة اليمنية مسرحا لمجزرة تتناثر فيها الجثث ويتوالى الفعل ورد الفعل بغير سقف أعلى، مؤكدة أن تقديس مصلحة الوطن اليمنى العريق على كل ما عداها، ليس تنازلا، ولكنه ضرورة وبالخصوص فى هذا الوقت العصيب الذى تتصاعد فيه الأخطار.
ومن جانبها، اعتبرت صحيفة (الراية) ما حدث أمس من إطلاق نار بشكل مباشر على القصر الرئاسى بصنعاء واستهداف الرئيس صالح شخصيا مؤشرا خطيرا فى تصاعد الأزمة اليمنية المستفحلة، لافتة إلى أن الوضع فى اليمن قد تطور للأسوأ بسبب المواقف الغريبة للرئيس صالح، الذى وضح للجميع أنه يهدف لجر اليمن إلى حرب أهلية عقابا على رفض الشعب أن يحكمه، وأن إطلاق النار الذى استهدفه شخصيا جاء كنتاج طبيعى لمواقفه التى ساهمت بشكل مباشر فى استفحال الأزمة.. ولذلك جاء موقف المعارضة بجميع أطيافها مشككا فى الحادث المؤسف، بل وصل الأمر باتهام الرئيس صالح شخصيا بتدبيره لإشعال حرب أهلية فى اليمن.
وأشارت إلى أن على الرئيس اليمنى أن يدرك بأن ما حصل له أمس مجرد بداية فى مسلسل الأزمة المتصاعدة لأنه هو الذى بدأ بتجييش الشارع ورفض كل الحلول التى كانت تضمن الانتقال السلمى للسلطة فى اليمن وأنه بسبب مواقفه وتشبثه بالسلطة قد خسر كل حلفائه فى الداخل والخارج، ولم يجد وسيلة إلا اختيار المواجهة العسكرية ليس مع ثورة الشباب اليمنى السلمية وإنما مع الزعيم القبلى البارز صادق الأحمر وكل القبائل الموالية للثوار.
وبدورها، قالت صحيفة (الشرق) القطرية "إن هذا التطور المؤسف يؤكد ضرورة الوقف الفورى للعنف واللجوء إلى التصعيد العسكرى الذى يضر بكل الأطراف وهذه الدعوة لابد أن تتوجه أولا إلى القيادة اليمنية وعلى رأسها الرئيس صالح، الذى يعالج من حروق فى وجهه.. للإصغاء إلى صوت العقل واحترام إرادة الشعب الذى يصر على تحقيق أهداف ثورته التى أطلقها ولا يريد أن يعود عنها دون تحقيق مطالب الحرية وإنهاء الفساد وتحقيق كل الإصلاحات بصورة سلمية".
وأعربت عن اعتقادها بأن ما تعرض له الرئيس صالح يجب أن يشكل صحوة ضمير فتجعله يتحول فى موقفه من العناد والإصرار إلى المرونة والحكمة لكى يحجب سفك الدماء من شوارع المدن اليمنية وبالتالى العودة إلى نهج منظم وسلمى لنقل السلطة وإخراج البلاد من أزمتها بصورة سلسة بعد أن تأكد للجميع أن العنف لا يمكن أن يحل القضايا التى تواجه اليمن وعدم السماح بإيجاد مبرر لجولة جديدة من القتال قد تذهب بكلا الطرفين وهما السلطة اليمنية وثورة الشباب لأن العنف سيجعل الشارع اليمنى بيد الجماعات المسلحة التى لا سبيل للتفاوض معها.
الصحف القطرية اليمن دخل مرحلة فاصلة تنبئ بتطورات دموية
السبت، 04 يونيو 2011 03:29 م
الرئيس اليمنى على عبد الله صالح
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة