أشـــرف العشمـاوى يكتب: الوقت الضائع

السبت، 04 يونيو 2011 04:20 م
أشـــرف العشمـاوى يكتب: الوقت الضائع

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى مباريات الكرة يحتسب الحكم وقتاً بدلاً من الضائع وفى الحياة السياسية الدقيقة التى تضيع تحتسب عليك ولصالح غيرك فى ذات التوقيت ونحن منذ استفتاء مارس العظيم الذى ظللنا أسابيع طويلة نتشدق بانبهارنا بأعداد المشاركين والطوابير الطويلة، والساعات الأطول التى أمضيناها حتى نبدى رأياً ونغمس أصابعنا فى حبر فسفورى نتباهى به مرة أخرى من خلال التقاط صور تذكارية! كل ذلك كان لصالح الشكل على حساب المضمون ألا وهو استفتينا على ماذا ولماذا لم نضع دستورا جديدا كان من الممكن أن نكون قد انتهينا منه هذه الأيام ؟ الآن النخبة تجيب على هذا التساؤل والبعض يشوش عليها والغالبية الصامتة تتفرج عليهما للأسف الشديد!

من وجهة نظرى أرى أن الأولوية التى تناقش هى وضع دستور جديد قبل إجراء الانتخابات البرلمانية لأنه الضمان للمستقبل وللحياة السياسية بما تشمله من انتخابات برلمانية ولأن الدستور أعم وأشمل وأبقى أيضاً ويكون ذلك الأمر من خلال هيئة تأسيسية تمثل كل القوى الوطنية وتراجع نماذج الدساتير فى أوروبا خاصة النموذج الألمانى حتى نخرج بفائدة من حواراتنا التى أشك حتى الآن إذا ما كنا نستمع فيها لبعضنا البعض بالفعل! هذا ما كنت أتوقعه أن يكون محلاً لحوار وطنى، أما وأنه لم يحدث فما لا يدرك كله لا يترك كله وآن الأوان أن نهتم بالمضمون أكثر من الشكل وأن يأخذ ضيوف الفضائيات إياهم هدنة قصيرة لمراجعة أوراقهم حرصاً على مقدرات أمة باتت أشبه بمن يستعد لقفزة فى الظلام، إذا ما أقدمت على انتخابات برلمانية بعد ثلاثة شهور ووقتها سيكون لدينا أول برلمان يعبر عن مجتمع مضطرب فما طبيعة الدستور التى نتوقعها منه عندئذ؟!

لا أطلب منك أن تؤيدنى فيما أقوله ولا أن تهاجمنى بعد أن تفرغ من القراءة مباشرة وإنما فقط تمهل قليلا ثم اجعل عقلك يعمل فى هدوء وتدبر أمرك وتأمل الموقف بمنتهى الحياد والموضوعية لتعرف أن من يطالب بوضع دستور أولاً ليس عميلاً أو خائناً أو متسلقًا ولا حتى طامعًا فى منصب لأن ببساطة شديدة هذا المطلب سيعود بالنفع العام على الأمة بأكملها ولصالح أجيال عديدة قادمة ولن يعود على من يطالب به بأى فائدة خاصة بينما العكس هو الصحيح.

تذكروا أنه فى الاستفتاء الأخير جرت مهازل من فئات بعينها روجت للموافقة على التعديلات على مرجعية دينية وإذا ما كان المتلقى خاصة فى القرى قد أعمل عقله فقد كان سيعرف بسهولة وبالفطرة أيضاً أن الدائرة الخضراء لا تعنى أنه سيدخل الجنة ولا أن الدائرة السوداء ستذهب به إلى جهنم كما صوروا له..! ولكنه لم يفعل وارتاح لوجود من يتحمل عبء التفكير والتدبير بدلا منه.

أرجوكم اتركوا الدين جانبا عند الاختيار واجعلوا من العقيدة سياجاً يحميكم من تسلط الآخرين وينير بصيرتكم لمصلحة وطن لا لمصلحة فئة حتى ولو كانت صالحة..! هذا ما يفرضه علينا ديننا وتأمرنا به عقيدتنا أياً كانت وفى النهاية لدى كل منا ضميره فلنحتكم إليه حتى يوجهنا للصالح العام بعيداً عن السمع والطاعة لآخرين قد يغلبون مصلحتهم الخاصة على مصلحة وطن بأكمله لضمان البقاء فى دائرة الضوء بعد طول غياب مع أن الساحة الآن تتسع لكثيرين ولكن الطبع دائما ما يغلب التطبع!

إن استمرار الحوار الوطنى بأنواعه المختلفة بهذه الكيفية يستوجب منا أن نرفع له لافتة تقول "نرى الاكتفاء بهذا القدر" ونأخذ فاصلا ثم نعود بدون أصحاب المصالح ومن انتهت تاريخ صلاحيتهم السياسية للتركيز فى موضوع الدستور ولو كان الأمر بيدى لكتبت فى دعوة الحضور للحوار نتمنى لرموز الحزب الوطنى وأصحاب المصالح الخاصة نوماً هادئاً..!!





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة