رقصة (موسى السامرىِ)
قرَّبِت خطوِة فرَس (جبريل)..
الحَمَامى الساحر الأشهَب
خضَّرِت أرض الولد ترتيل..
والأصيل باتع، جسد مُدهَب
يا يتيم الناس، يا هذا النجل..
يا غلام الخوف، يا إسرائيل
مدبح الرَّب اشتهاك من أجل:
إنّ عينك سارحة ف الغَيهَب
رنِّت النسوان، وانا مُلهَب..
رنت النسوان بلا تعليل
صوت كهانة رُوحى، زهو الحِجل..
لما يلعب والرجال ترهَب
لما يلعب ، مش بلِعب الرِّجل ..
لعب فكرة ف دولة الإحساس
اللى شاف ما احتاجش عمرُه دليل
اللى شاف حدوة فرس جبريل
راح يعِسّ وهوّ مش عَسّاس
يا حريم، يا قُوم، يا ناس، يا نحاس
بُكرة حتشوفوا الإله بِيْخُور
المسوا بأرواحكو رُوح العِجل !
الجسد دِين ، الجسد مَذهَب
كل كاهن كان بنفسه فَخُور
بس دا ما اتقالش ف الألواح
إلا كاهن عِجل هذا الجِيل
كان فخور بتفاهة الأرواح !
الدهب نار، والإرادة بْخُور
والأثر ف المعدن الفَوّاح
البناية كان ناقصها أساس
يا يتيم الناس، ويا نَوّاح
أنت أَوجَزت، الدَّهب أسهَب
تاكُل النار بعضها ، واليَمّ
ياكُل المأكُول ، ويبقى الهَمّ
لَكْ تقول: لا يا جسد، لا مِساسْ
يا غلام الخوف يا إسرائيل
ردّد التغريبة م المَذْهَب:
قرَّبِت خطوة فرس جبريل..
والأصيل باتع
جسد مُدهَب
رقصة (ديوجين)
وصحينا الصبح لقينا (سُقراطْ):
خَرَطُه الخَرّاط!
جينا نكلِّمُه،
قال لنا: "بلا قافية دماغى مطنِّن"!
قلنا أكيد ابن الفكرة العاقلة كبِر واتجنِّن ..
قام قالع سروالُه ومنوالُه، وشَخّ علينا!
بيِّن أهوالُه ف أحوالُه،
وسُقِط ف إيدينا!
الكلب صَمُوت ،
والإنسان السيد رِطراط..
وأثينا أمينة ف تمجيد الجَدَل اللى مالينا..
الإنسان لُه رجلين
ومالوش ريش،
كائن عاتى...
والكلب صَمُوت،
بيمُوت ف الموت،
دا الكلب الذاتى !
الإنسان مفتون باللى باقولُه،
دا جنسى ونُوعى..
والكلب بينبَح غضبان،
دا الكلب الموضوعى!
الإنسان شَكّ ف نفسُه بْدَبُّوس إبرة وحَلَّقْ..
وانا رابض ع الأرض يقينًا ،
أنا كلبٌ مُطلَقْ!
يا اسكندر يا اكبر ياللى معدّى هنا، وبتهنِّن:
ف غرورك، والطفل بيتألِّم فيك، بيسَنِّن!
ارميها ف عين الشمس،
وسيبلى الشمس حزينة..
الشمس الكلبة الخالْبة الناس بالنُّور والزينة..
راح امارس فعل الجنس معاها،
وهى تصنِّن!
لمّا أموت،
ارمونى ورا السُّور للوَحش الآتى..
وازرعوا ف إيديّا عَصا تهشّ تلامذة (سُقراط) !
رقصة (دارْوِن)
مرة كان فيه شيخ قبيلة اسمُه (أميبا)..
كان لوحدُه..
أمه مهدُه ومنشؤُه ، وولادُه لَحدُه..
كان شبه أول طموحات العدم،
كان البداية..
والخلية الإرهابية العندليب !
يوم ما غنَّى،
الأرض شربت غنوتُه،
أما السما الكاشحة الحبيبة.. :
مطَّرِت سِمّ،
وسحابها فَحّ،
بَخّ النار فِ خدُّه..
بعد كام شتوية،
طلعِت للأميبا قرون مَهيبَة..
خَرَّمِت سقف السما،
وجَرِّت من الأفلاك هِدايَة..
والأميبا قرونُه طلعِت غصب عنُّه..
ولاّ بِدُّه؟!
الأميبا القِردَة وِلدِت بِتّ دايَة..
وَلِّدِت من ضحكة القِرْدَة تواشيحها الكئيبَة..
وَلِّدِت من سلِّة الخُردَة الحضارات الغريبة..
الأميبا البِتّ جات فى يوم تبِتّ..
فى مصير حضرة رضيعها ، ووِرْث جِدُّه..
قالت:
"الواد يورِث الغنوَة الرتيبة"..
فاطمأنِّيت،
وانتَشِت رُوحى وثِبِتّ..
قالت:
"الواد يورِث النار الرَّهيبة"..
فارتبكت وقلت:
"ليه النار يا بِتّ؟"..
التفَتّ،
لقيت سما اللحظة العصيبة..:
مَطَّرِت سِمّ، وبَلَعت بخوف نِدايا..
وانتبهت لأول الرقصة المُريبة..
"مرة كان فيه شيخ قبيلة
اسمُه أميبا"...!
رقصة (قراقوش)
حوش قرافِة مصر الهَرَم أغلى حوش..
عشنا فيه ، اتكلبِشنا بالكلَبُوش..
وامّا قرقشنا ذُلّنا وكلابيشنا
اكتشفنا إن كلنا قراقوش !
يا سواد الطير اللى طاير، يا ريشنا
يا عِشَشنا ، وهروبنا منها لحشيشنا
فاسد العامل، ليه بنعمِل عليه
من وَرا شيشنا – واحنا عارفينُه – شِشْنَى؟!
لو رجعنا لمرجوعنا ،
نرجع له ليه؟
ماضى ميّت ،
لكن إيدينا ف إيديه ..
هل قلَعنا ف قلعة جبلنا المُقَطَّم؟
وَلاّ سوئِتنا فَتَّحِت لُه عينيه ؟!
مارد الحرب جُوّا حصنه المُحطَّم
سِوا مهزوم أو منتصر :
مِتلَطَّم !
هُوّ جاب الحاكم ،
وهُوّ اللى سايبُه ..
مين يِفَطَّم ع السّرّ ،
مين يِتفَطَّم؟!
كل واحد ماهوش نبى :
لُه معايْبُه ..
حتى سلطان المسلمين ،
حتى نايبُه ..
واللى باقيالنا الضحكة بنت الفاشُوش ..
يسلم الصمت لمصر ،
تِسلَم مَجايبُه ...!