فى الوقت الذى تسارع فيه القوى السياسية والأحزاب بعد ثورة 25 يناير إلى تعزيز مكانتها فى الداخل، سواء بالتحالفات مع الآخرين، أو بتقوية بنيانها وهيكلها، جاء إعلان وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون، بأن الولايات المتحدة تواصل مقاربة إجراء اتصالات محدودة مع جماعة الإخوان المسلمين، مما يعكس القوة والثقل لجماعة الإخوان بعد الثورة فى الساحة السياسية المصرية، ليعيد الحديث عن العلاقات الأمريكية بالإخوان، وتأثيرها على الوضع السياسى الداخلى.
قالت كلينتون: "مع تغيير الخارطة السياسية فى مصر، يكون من مصلحة الولايات المتحدة إجراء حوار مع كل الأطراف التى تبدو مسالمة، ولا تلجأ إلى العنف"، وهى الخطوة التى قابلتها جماعة الإخوان بالترحاب الشديد، وترجع العلاقات إلى وساطة التلمسانى بين أمريكا وإيران برعاية كارتر والسادات.
وأكد د. محمود غزلان المتحدث الإعلامى باسم الإخوان، أنه لم يحدث فى الفترة الأخيرة أى لقاءات مع الإدارة الأمريكية، مضيفا أنهم حريصون على استقلال ومصلحة مصر، واحترام إرادة الشعب، ولن نسمح فى أى علاقة أن تكون مصر تابعة لأمريكا.
وشدد غزلان على حرص الجماعة على علاقات متوازنة مع أى من القوى والأقطار الخارجية، حيث يجب أن تكون مبنية على احترام متبادل، مشددا على ضرورة أن تعتذر أمريكا عن سياساتها السيئة السابقة، والتى ساندت فيها الطغاة ضد الشعوب، وخالفت كل المبادئ الديمقراطية، معتبرا تغيير الإدارة الأمريكية سياستها، واحترام إرادة الشعب شرط أساسى لاستعادة أى اتصال معها، محذرا مما أسماه" المال السياسى الأمريكى" الذى يهدد بفساد الحياة السياسية، والذى أعلنت عنه السفيرة الأمريكية، بما يصل إلى ربع مليار جنيه للمنظمات وبعض الأحزاب.
وتعد العلاقات بين جماعة الإخوان والإدارة الأمريكية قديمة جدا، حيث بدأت فى السبعينيات وقت الحريات التى منحها الرئيس السادات للجماعة، بل إن الرئيس الأمريكى جيمى كارتر طلب من السادات أن يفوض عمر التلمسانى المرشد العام للإخوان، وقتها فى التفاوض والتوسط بين أمريكا وإيران للإفراج عن الرعايا والدبلوماسيين الأمريكيين، وتجددت العلاقات واللقاءات فى 2003، عبر سعد الدين إبراهيم مؤسس مركز بن خلدون، وذلك مع أعضاء بالكونجرس الأمريكى، وبعدها تعرضت الجماعة لتحذيرات رسمية جعلت قادتها يعلنون أنهم على استعداد للقاءات أمريكا، أو أى وفود أجنبية بشرط علم الحكومة المصرية والخارجية، أما فى 2007 حيث التقى د.سعد الكتاتنى رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان وقتها بستينى هوير زعيم الأغلبية الديمقراطية فى الكونجرس الأمريكى، خلال حفل استقبال عقد فى السفارة الأمريكية بالقاهرة.
وتعددت الإشارات المتبادلة بين الإخوان وأمريكا وتعتمد فى مرونتها وشدتها على العلاقة بين النظام والإخوان فى الداخل.
وأكد د.عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، أن خطوة إعادة الإدارة الأمريكية النظر فى العلاقة مع الإخوان خطوة فرضتها الثورة المصرية، التى تفرض على الجميع إرادة الشعب، ولكن بشرط أن تعترف الإدارة الأمريكية بخطأ سياساتها القديمة، والتى استغلت فيها نظام لا يراعى مصالح الشعب والدولة ويتم فيها تقديم مصلحة إسرائيل على مصلحة مصر.
وأوضح العريان، أن برنامج حزب الحرية والعدالة يؤكد على العلاقات المتوازنة مع جميع القوى الخارجية، مع التركيز على التقارب مع الجنوب والشرق وأوروبا وتصحيح مسار العلاقات لتعتمد على الاحترام المتبادل.
وحول مدى تأثير هذه العلاقات على مستقبل الجماعة خاصة فى ظل الانتخابات البرلمانية المقبلة، أشار العريان إلى أن الشعب المصرى يعرف جيد من كان يستغل الشعب فى إطار مصالح خاصة، ومن يدافع عن استقلاله الحقيقى، مشددا على أن أخطر شىء الآن هو الدعم المالى الأمريكى الذى تم تقديمه لمنظمات مجتمع مدنى وأحزاب وإعلام لترويج سياسيات أمريكية وخدمة مصالح بعينها.
وأعتبر حسين عبد الرازق القيادى بحزب التجمع، أن العلاقات بين أمريكا والإخوان فى ظل مشروعية حزب الحرية والعدالة يكون شرعيا، وإجراء طبيعى تقوم به أمريكا لفتح علاقة مع جميع من يمكن أن يكون له مشاركة فى تسيير الأمور أو الارتباط بالرأى العام.
ويرى مراقبون أن هناك بعض الشخصيات - التى لها حس سياسى وتكتيكى عالى داخل الإخوان - تدرك أنه ليس هناك أمل فى وصول الإسلاميين فى مصر أو غيرها للحكم بدون تجهيز الأرض فى العلاقة مع أمريكا وأوروبا سواء فى التنظيم الدولى، إلا أن عبد الله السناوى رئيس تحرير جريدة العربى الناصرى السابق يرى أن الجديد فى العلاقة الأمريكية بالإخوان يأتى فى وقت يظن فيه الإخوان أنهم اقتربوا من السلطة والمشاركة فى الحكم، مشيرا إلى أن الإدارة الأمريكية كما هو فى الإخوان تنظر بعين برجماتية، ولا يرى الجانبان إلا مصلحتهما فتقترب وجهات النظر برسائل طمأنة متبادلة، معتبرا حديث وزيرة الخارجية الأمريكية تحصيل حاصل، ولكنه ينبئ بتوسع الإدارة الأمريكية فى علاقاتها مع القوى الإسلامية فى وقت تحرص فيه جماعة الإخوان على موائمة ظروفها فى الخارج، محذرا من أن الإخوان يراوغون فى الخارج والداخل ويتعاملون باستكبار وتعالى مع القوى الداخلية والشعب، وهو ما ينذر بانتكاسة لهم.
وقال د.سعد الكتاتنى، الأمين العام لحزب الحرية: "إننا نرحب بأى نوع من العلاقات من الجميع، وأن تكون هذه العلاقات لتوضيح الرؤى، ولكن لن تقوم على التدخل فى الأمور الداخلية للبلاد"، مضيفا: "حتى الآن لم تتم أى اتصالات مع الجماعة أو الحزب"، لافتا إلى أن"هذه العلاقات ستوضح رأينا فى الشأن العام والقضايا".
المسئولون والمحللون قالوا، إن واشنطن ليس لديها خيار سوى التعامل بشكل مباشر مع الإخوان، نظراً لبروزها السياسى بعد سقوط نظام الرئيس السابق حسنى مبارك، وبالتأكيد سيواجه أوباما انتقادات لتواصله مع الإخوان حتى ولو كان بشكل مبدئى.
استئناف التواصل بين الإخوان والإدارة الأمريكية هل يعنى الاعتراف بتأثير الإسلاميين مستقبلا؟.. "غزلان": لا علاقات قبل اعتذار أمريكا عن السياسات القديمة.. و"العريان": مرحبا بالعلاقات المتوازنة
الخميس، 30 يونيو 2011 06:31 م
د. محمد بديع مرشد الإخوان
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مصصصرى
الجماعة بــــــورقــة الـتوت
عدد الردود 0
بواسطة:
عمر عادل
معا نبنى
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد
أقرءوا ما قاله الدكتور غزلان قبل التعليق
عدد الردود 0
بواسطة:
abdo
الى كل من يهاجم الأخوان !!!
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد السعداوى
من انتم
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن مصري
فين اللجنة الإلكترونية؟
عدد الردود 0
بواسطة:
الاخوان
حزب اللة فى مصر
عدد الردود 0
بواسطة:
عثمان
الأخوان وأمريكا
عدد الردود 0
بواسطة:
mahmoud
التواصل بعلم الدولة مش من خلف الستائر
عدد الردود 0
بواسطة:
أشرف الطويل
الغاية تبرر الوسيلة !!!