صدرت عن دار كلمات عربية ترجمة كتاب "إنديرا نهرو غاندى" الذى يتناول حياة رئيسة الوزراء الهندية الأسبق، للكاتبة الأمريكية كاثرين فرانك ومن ترجمة كوثر محمود محمد.
يقع الكتاب فى 713 صفحة، ويتكون من 3 أجزاء، تبدأهما المؤلفة من كشمير، حيث قبل ميلاد إنديرا غاندى عام 1917 بمائة عام، وتروى المؤلفة قصة نفى أجدادها وخروجهم من كشمير، إلى السهول الحارة القاحلة شمال الهند.
وتشير المؤلفة لجد إنديرا "نهرو" بأنه أحد أعضاء صفوة الطبقة البرهمية فى كشمير، وتعرض لحياته، وتحالفه مع إمبراطور المغول، ثم تحكى قصة موتيلال جد إنديرا الذى عمل محاميا، وعاش فى مدينة الله آباد، وأنجب ابنه "جواهر لال" والد إنديرا غاندى فى 14 نوفمبر عام 1889.
وتتناول المؤلفة فى الفصل الثانى الذى يعرض لولادة إنديرا غاندى، ذكرياتها الشخصية، حينما كانت فى الثالثة من عمرها، أطلق القوميون حركة عدم التعاون، كخطوة فى سبيل نيل الهند الحكم الوطنى، وتضمنت هذه الحركة مقاطعة المعاهد البريطانية، بما فى ذلك المدارس والمحاكم، وتلفت المؤلفة النظر لواقعة طريفة، هى النزاع الداخلى الذى انتاب إنديرا أثناء طفولتها، حول حبها لدميتها المصنوعة فى بريطانيا، وحبها لوطنها.
وتعرض المؤلفة لقصة نضال غاندى الوطنية، مع الاستعمار البريطانى عام 1919، وكيف دعا للاحتجاج على البريطانيين، عندما فرضوا قانونا يسمح بمد السلطة الممنوحة أثناء الحرب، وهو القانون الذى اعتبره غاندى قمعى، مما دعاه لتنظيم إضراب عام على مستوى الدولة، مصحوب بالصوم، والصلوات الجماعية، وتتناول المؤلفة قصة انضمام جد إنديرا إلى المقاومة السلمية التى نظمها غاندى، والتى حملت اسم "الساتياجراها"، وهى المقاومة التى قابلها البريطانيون بمذبحة شهيرة فى التاريخ الهندى تسمى "أمريتسار".
تتذكر إنديرا غاندى أن انضمام جدها لهذه المقاومة، جعل وضع غاندى يتسم بالأهمية والتأثير البالغ، حيث تشير المؤلفة إلى أن إنديرا لا تتذكر إلا فيما ندر، وقتا لم يكن فيه غاندى "كبير العائلة"، وتذكر المؤلفة تعرض والد وجد إنديرا لعقوبات صارمة بلغت حد الحبس نتيجة لضبطهما يوزعان منشورات تؤيد الإضراب.
عايشت إنديرا غاندى رحلة الدفاع عن والدها وجدها، منذ نعومة أظافرها، وقامت بأول زيارة لها لصومعة غاندى على ضفاف نهر سابرماتى، وكانت رحلة شاقة، حسبما تذكر المؤلفة فى الكتاب.
وفى الفصل الخامس من أولى أجزاء الكتاب، تعرض المؤلفة، للدرس المهم الذى تعلمته إنديرا من صوم غاندى، وهو قوة المقاومة السلبية، حيث استطاع غاندى الحصول على قدر كبير من السلطة السياسية والمعنوية، وهو حبيس سجن بريطانى، فحصل غاندى برفضه للطعام، والتهديد باستعداده للموت، أن يجبر البريطانيين على تحقيق أهدافه، وهو ما جعل إنديرا تفكر فى طريقة أخرى من الإضراب، واختارت الإضراب عن الحديث، وليس عن الطعام.
لا يغطى الكتاب فحسب نشأة إنديرا، وإنما تمضى المؤلف فى ذكر مواقف كثيرة لها على طريق نضالها وكفاحها، حتى توليها رئاسة الوزراء ثم أهم الأحداث التى جرت فى عصرها، انتهاء بواقعة اغتيالها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة