أرض الفيروز كانت عبر التاريخ مانحة الحضارات الفرعونية والإسلامية ومهدا للأديان السماوية، استخدمت كطريق ساحلى للتجارة بين مصر والشام وذلك قبل طريق رأس الرجاء الصالح كما كانت حقلا خصبا للمعادن المستخدمة فى الحضارة الفرعونية.
وفى العصور الوسطى كانت حصنا منيعا فى وجه الصليبيين، تكمن أهمية سيناء فى وضعها الجغرافى والاستراتيجى لمصر فهى همزة الوصل بين قارتى أسيا وأفريقيا ومنفذ مصر على ثلاثة دول "السعودية- الأردن- إسرائيل".
قبل التحدت عن التنمية فى سيناء نشير إلى بعض الأمور الهامة وهى أن نظرة الحكومات السابقة إلى أبناء سيناء قائمة على المطاردات والاتهامات الباطلة وإقصائهم عن المجتمع المصرى "أى عزل سيناء فكريا وثقافيا وسياسيا"، وطريقة ربط سيناء بالدولة تتمثل فقط فى نفق "أحمد حمدى" وكوبرى "السلام" "أى عزل سيناء جغرافيا".
وجود أنفاق بين مدينتى رفح والشيخ زويد وبين إسرائيل يتم من خلالها تهريب المواد الغذائية ودخول المخدرات إلى مصر "أنفاق داخل المنازل".
سحب إسرائيل للمياه الجوفية من سيناء لذلك تصبح التنمية فى سيناء أمنا قوميا ولابد أن تصبح أولى أولوياته.
التنمية فى سيناء لابد أن تعتمد على عدة محاور رئيسية ومنها:
المحور الأول: ربط سيناء ربطا وثيقا بالدولة من خلال سكك حديدية وكبارى علوية وأنفاق سرية ودمج المجتمع السيناوى بالمجتمع المصرى بالتعليم والتوعية وإحياء المواطنة.
المحور الثانى: هو استخراج المعادن وتصنيعها وتصديرها فهى أرض بركانية مليئة بالمعادن ومنها "الحديد-النحاس- الفوسفات-المنجنيز- الجير الحى- الرخام-الجرانيت- السيلكون وغيرها.
المحور الثالث: توفير المياه للزراعة والصناعة وتنمية المجتمعات العمرانية فمصادر المياه تعتمد على ثلاثة مصار هامة بعيدة عن مياه النيل: المياه الجوفية على بعد بضع أمتار، مياه البحر وتحليتها بالطرق غير المكلفة بالطاقة الشمسية وقوة دفع المياه "وعندى نموذج كامل لهذه الفكرة" المصدر الأهم هو إنشاء خزانات للسيول وخصوصا فى منطقة وادى واتير وهو ممر بين جبال صخرية طوله 100كيلو متر وعرضه 20 مترا وارتفاعه 500 متر يتعرض هذا الوادى كل عام إلى كميات هائلة من السيول ولو تم عمل سد لهذا الوادى لأصبح نهرا أو بحيرة عذبة تخدم مساحات شاسعة فى الزراعة، لا نهمل فى زراعتها محصولين مهمين وهما التين والزيتون، كما أشار لنا القرآن الكريم.
المحور الرابع التنمية السياحية من التطوير الكامل للشريط الساحلى لخليج العقبة فهو مشتى عالمى ثم تنمية الشريط الساحلى الشمالى لسيناء المطل على البحر المتوسط لأصبحت السياحة فى مصر مشتى ومصيفا على مدار العام.
المحور الخامس لا نهمل الآثار الفرعونية على الشريط الساحلى الشمالى فكانت طريق التجارة الفرعونية وقامت بها أسواق ومخازن للبضائع.
خلاصة القول سيناء تحتاج إلى جهاز يتكون من خبراء الزراعة والصناعة والتعدين والبترول والسياحة والبيئة والجيولوجيا والآثار وإنشاء صندوق من الضرائب على المنشآت السياحية والشركات ودخلها من المنافذ البرية والبحرية ونصيبها من قناة السويس، فالعائد من التنمية فى سيناء سريع جدا، فعفوا للدكتور العالم أسامة الباز فممر التنمية الأول فى مصر هو سيناء ثم النظر إلى الصحراء الغربية فلو تباطأنا...
خالد عبد الحميد صالح يكتب: التنمية التى نريدها فى أرض الفيروز
الجمعة، 03 يونيو 2011 09:10 م
صحراء سيناء
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
شاكر رفعت
افكار جيده جدا
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد سالم
هموم أبناء سيناء