أرسلت أرينا بوكوفا مديرة منظمة اليونسكو للدكتور زاهى حواس، وزير الدولة لشئون الآثار، خطابا شديد اللهجة عنفته خلاله على الإهمال والتخريب الذى تعرضت له منطقة آثار اللاهون الأثرية، وما لحق بالمقابر التى كان من الممكن أن تصبح أكبر متحف مموياوات فى العالم، وعلم "اليوم السابع" أن مديرة المنظمة أبلغت حواس استيائها مما حدث، واستغربت أن يتم هذا التدمير تحت سمع وبصر مسئولى الآثار، قائلة فى خطابها إنها لا تصدق أن يحدث هذا فى مصر بلد الحضارة والتاريخ العريق، مؤكدة على استعداد اليونسكو للمساعدة الفنية التى من شأنها أن تحفظ لمصر وللعالم جزء مهم من تاريخه إن لم تكن مصر مستعدة.
وكان "اليوم السابع" قد نشرت فى عددها الأسبوعى الصادر بتاريخ الثلاثاء، 12 إبريل 2011 تحقيقا مصورا عن منطقة آثار اللاهون التى تضم جبانة أثرية بها عشرات المموياوات ورصدت ما تعرضت له المنطقة من إهمال جسيم، حيث تركت الوزارة عشرات المقابر المكتشفة دون حماية والمومياوات للدرجة التى جعلتها عرضه لنهش الكلاب والثعالب، كما أنها لم تسجل بعض الآثار المكتشفة، مما أدى إلى وجود شبة سرقة للعديد من الآثار حيث ودت والتوابيت مكسورة، والعمال يستخدمون اللودر فى الحفر، وهو التحقيق الذى أرسله العديد من شباب الأثريين لمنظمة اليونسكو مطالبينها بالتدخل للمحافظة على هذه الآثار المهملة، كما تقدم الدكتور محمد عبد المقصود رئيس قطاع مكتب الوزير ببلاغ للنائب العام بالواقعة، معتمدا على ما نشره "اليوم السابع" فوصفت النيابة هذه الوقعة بـ"الجناية"، وأمرت بتشكل لجنة فنية انتهت من تقريرها أمس الأول وبدأت اليوم فى أعمال الترميم والإصلاح.
وشددت بوكوفا أهمية أن يعاقب المسئول هذا هذا الإهمال الجسيم، وقالت إن من يخطئ فى حق التاريخ المصرى كأنما يخطئ فى حق البشرية كلها، كما استهجنت أن يتعرض هذا الموقع الأثرى المتفرد لكل هذا الإهمال فى فترات طويلة وسط صمت الوزارة وتقصيرها.