مصطفى أسامة محمود يكتب: الطاغية الذى يحكمنى

الأربعاء، 29 يونيو 2011 10:46 م
مصطفى أسامة محمود يكتب: الطاغية الذى يحكمنى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قامت الثورة وحققنا أكثر مما كنا نحلم به وتم القضاء على النظام الفاسد، والآن الكل يحلم أنه سينام ويستيقظ سيتمتع بالحرية وتنفيذ كل معانى الديمقراطية وأننا سنصبح بسرعة الصاروخ مواطنين أحرارا نتمتع بالديمقراطية ونعرف جيدا كيف نطبقها فى كل شىء فى حياتنا ومن الجانب الآخر نجد الصراعات بين التيارات الدينية على أشدها وأشخاص تعلن انتماءها لتيارت بعينها وآخرون يبذلون قصارى جهدهم لتفنيد مزاعم التيارات المعارضة لهم فكريا، وآخرون منشغلون بمتابعة قضايا الفساد وهل حكم على المسئولين الفاسدين بالسجن أم لا ومن منهم تم الإفراج عنه.

فهل هذا هو المعنى الحقيقى للديمقراطية؟ هل هذا حقا ما كنا ننتظره من الثورة البيضاء؟ فنحن إذا نظرنا إلى أنفسنا سنجدنا مازلنا نقف فى المكان نفسه ولم نتقدم سوى خظوات قليلة، إذا نظرنا إلى أنفسنا سنجد أننا بحاجة إلى إعادة بناء من جديد، فنحن معتادون منذ الصغر على وجود دكتاتور يحكمنا؛ فأنا- على سبيل المثال– منذ الصغر نشأت فى بيت يتحكم فيه الأب كلياً، فهو من يصدر الأوامر وعلينا جميعا أن نقول نعم ولا يستطيع أحد أن يعارضه، فكان علينا أن نقبل الأب بكل ما يحتويه من عادات وأفكار وثقافة سواء كانت هذه الأشياء صحيجة أم خاطئة، قديمة أم محدثة، نافعة أم ضارة لنا، وإذا حاول أحد الاعتراض فهذا من منظور الأب ليس له سوى تفسير واحد وهو الخروج عن طوعه والتمرد عليه من أجل التمرد فقط وليس من أجل شئ آخر. فماذا كانت النتيجة؟ كانت النتيجه أننى نشأت فى جو يسود فيه الصمت وغياب الحوار، ماتت فى روح التعبير عما بداخلى، ماتت فى روح التمتع بالحياة ومواجهة الآخر، أرى أشياء خاطئة تحدث أمام عيناى ولا أستطيع التحدث أو الاعتراض، فعندما خرجت قليلا من عالمى الضيق للغاية وانفتحت قليلا على عالم آخر وهو عالم الجامعة وبدأت أتعرف على شخصيات متنوعة وأفكار متباعدة ومختلفة وانتماءات لجماعات وتيارات مختلفة دينية كانت أم سياسية؛ فكانت تقريبا الفكرة السائدة بينهم هى عدم قبول النظام السائد وعمل أى شىء لتعديله ولم يصل الأمر إلى حد القضاء عليه، ولكننى كنت أنظر لهذه الأمور من منظور آخر فلم يكن لدى مشكلة فى أن يحكمنى طاغية لأننى بالفعل يحكمنى منذ طفولتى طاغية، ولقول الحقيقة إن هذا الطاغية الذى تحكم فى منذ الصغر لم يتدخل فى تكوينى فكريا بشكل مباشر لأنه لم يكن هناك أى حوار قائم بيننا، فالحوار الوحيد الذى كان ولازال يربطنى به هو الحوار المادى، الخلاصة أننى لم أكن مندهشا من وجود طاغية يحكمنى ولكن عندما قامت الثورة وتم خلع الطاغية، اعتقدت أننى أيضا سأنال الحرية وسأتخلص من الطاغية الذى يحكمنى ولكن دون جدوى فمازلت أعيش تحت سيطرته، لذلك كتبت هذا المقال لعله يرى النور ويظهر للجميع ليكون بمثابة ثورة منى ضد الطاغية الذى يحكمنى.






مشاركة




التعليقات 7

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد مصطفي

مقال ظريف

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرية

ظلم بين

عدد الردود 0

بواسطة:

فرج الله

حقاطاغية

عدد الردود 0

بواسطة:

ايمان

i love you mobark

عدد الردود 0

بواسطة:

هشاااام

اسفين يا ريس

عدد الردود 0

بواسطة:

متابع

خبر التدخل الامريكي لفرض الوصاية على مصر

عدد الردود 0

بواسطة:

mona

ra2e3

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة